أمريكا تقود “مفاوضات سرية” لطي النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء

يستعد مجلس الأمن الدولي في أكتوبر المقبل للتصويت على قرار جديد بشأن قضية الصحراء المغربية، في خطوة قد تشكل، وفق ما كشفه موقع أفريكا إنتليجنس، منعطفا بارزا مقارنة بالقرارات السابقة، عبر تكريس أولوية مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 كحل وحيد لإنهاء النزاع. وأفاد المصدر ذاته بأن المشاورات السرية ما تزال متواصلة بين العواصم المؤثرة قبل موعد الحسم.

وأشار أفريكا إنتليجنس إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تتصدر التحركات الدبلوماسية في هذا الملف، إذ تعمل على إقناع أعضاء مجلس الأمن بتبني الرؤية التي حددها الرئيس الأمريكي لإحياء الحوار المتوقف منذ 2019، وجعله يتمحور حصرا حول المبادرة المغربية.

وقد أكد ترامب هذا الموقف في رسالة وجهها في الثاني من غشت إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، معتبرا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية، “الجادة وذات المصداقية والواقعية”، تمثل الأساس الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع. ولم يصدر، حسب المصدر ذاته، أي تعليق رسمي من الجزائر أو جبهة البوليساريو على هذه الرسالة.

وأضاف الموقع أن الإدارة الأمريكية فتحت قنوات التواصل مع الجزائر في سبيل إنجاح هذه المقاربة، حيث قام المستشار الخاص للرئيس ترامب المكلف بإفريقيا، مسعد بُولُس، بزيارة إلى الجزائر نهاية يوليوز الماضي، التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون.

ونقل أفريكا إنتليجنس عن بولس قوله في حوار مع وسيلة إعلام محلية إن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء وتدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد عادل ودائم. ومنذ ذلك الحين، لاحظ المصدر ذاته أن الدبلوماسية الجزائرية التزمت صمتا لافتا حيال هذه المواقف، وكان آخر تصريح للرئيس تبون بشأن القضية قد صدر في 18 يوليوز، أي أسبوعين قبل رسالة ترامب إلى الملك محمد السادس.

وكشف “أفريكا إنتليجنس” أن الموقف الأمريكي ينسجم مع توجه كل من فرنسا والمملكة المتحدة، العضوين الدائمين في مجلس الأمن، بينما لم تعلن الصين وروسيا بعد عن موقف واضح.

أما بالنسبة للأعضاء غير الدائمين، فإن الغالبية تؤيد مقترح الحكم الذاتي المغربي باستثناء الجزائر، حيث أعلنت دول مثل الدنمارك واليونان وباكستان وسلوفينيا وكوريا الجنوبية دعمها للمبادرة، في حين ذهبت دول أخرى، من بينها بنما والصومال وغويانا التعاونية وسيراليون، إلى الاعتراف علنا بمغربية الصحراء.

كما أفاد أفريكا إنتليجنس بأن التحركات الأمريكية لا تقتصر على الكواليس الدبلوماسية، إذ قام وفد من وزارة الخارجية الأمريكية بزيارة إلى مدينة العيون هذا الأسبوع، حيث اجتمع برئيس بعثة المينورسو ألكسندر إيفانكو.

وتندرج هذه الزيارة، بحسب المصدر ذاته، في إطار المساعي الأمريكية لدفع الأمم المتحدة إلى تقليص عناصر البعثة الأممية وطي صفحة خيار الاستفتاء، بما يكرس أولوية المبادرة المغربية كحل نهائي وواقعي للنزاع.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *