كشف العداء العالمي السابق عبد الرحيم بن رضوان عن جملة من الأسرار التي فرضت عليه الاعتزال القصرى لرياضة أم الألعاب، وهروبه لمدة تتجاوز تسع سنوات إلى المحيط الأطلسي بحثا عن لقمة العيش له ولأسرته الصغيرة بقصبة صيد الأسماك، قبل لجوئه بسبب مرض طفله الأصغر إلى إحدى مقاولات البناء بعين عودة ضواحي الرباط، حيث يعمل، صاحب العديد من ألقاب الماراتون، بورش للبناء.
فريق « بلبريس » حل بعد زوال أمس الأربعاء بمسكن عبد الرحيم، الذي انتشرت صوره، وهو يرتدي أثوابا بالية في ورش للبناء، خلال اليومين المنصرمين على شبكات التواصل الإجتماعي، والذي يقطن في منزل في طور البناء في ملكية أخيه المهاجر في الديار الإيطالية، بالقرب من حديقة معروفة بسوق « جوطية الأحد »، وأجرى الفريق حوارا مصورا، عبر فيه العداء، وهو يتذكر بحسرة كل تفاصيل أزيد من عشرين سنة من مسار رياض بدأه خلال موسم 83-84. ويتذكر تفاصيل محافل دولية مثل فيها المغرب بأمريكا والبرازيل وفرنسا وإسبانيا ومصر وغيرها من البلدان التي رافق فيها الفريق الوطني وشارك في مناسبات متفرقة بشكل فردي.
أصابع الإتهام، في ما يعيشه اليوم، يوجهها عبد الرحيم لمسؤولين سابقين بالجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، وهو مصر على أن مفتاح معاناته، « التي سببها له من وثق بهم الملك الراحل الحسن الثاني »، الذي سبق له أن حضي باستقبال من لدنه، « وخاونوا ثقته »، هو الملك محمد السادس وحده، ويتساءل بن رضوان عن الجدوى من تأسيس مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للعدائيين بما أنها لم تفتح أبوابها لعداء يعاني في صمت منذ ما يقارب 20سنة، كبطل سابق شرف وطنه في مناسبات وطنية ودولية أمام كبار العدائيين الأجانب.
بن رضوان، الذي يعيش مع أسرته المكونة من زوجة وطفل في عامه الثاني، يعيش إبنه الأكبر مع والدته، التي فرض عليه الفقر و« الإعتزال القصري للرياضة » الانفصال عنها، فيما يعيش الإبن الثاني وهو تلميذ في الثانية بكالوريا مع جدته بحي يعقوب المنصور، حسب ما أكده، عبد الرحيم، « علاقتي بأبنائي جيدة » رغم عيشهم مع والدتهم الذي أسست أسرتها مع زوج ليبي.
مصادرة ألقاب العداء لم تنته باعتزاله، بل ظلت تطاردته إلى عين العودة حين اقتحمت ذات صيف عصابة للسرقة بيته وسرقة جميع ميداليته، ولم يبق له سوى ألبوم الصور وأرشيف جرائد وطنية ودولية، توثق لإنجازاته و تصريحاته للصحافة، بالعربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية، ولذكريات غابرة مع ثلة من الأسماء العالمية المغاربة والأجانب..
الأرشيف، الذي اطلعا عليه « بلبيرس » يوثق أيضا لماضي الشهامة التي أبان عنها إبن حي يعقوب المنصور في ريعان شبابه، والحسرة الذي تعتصره اليوم، وهو يتحدث ل « بلبريس » عن حاضر النسيان وصعوبة الحصول على لقمة العيش في أوراش البناء..
وعن سر صمت العداء لسنوات مضت، يؤكد « أن ما ساعده بعد انهيار سقف أسرته الأولى بسبب حرمانه من لدن الذين « كانوا يحاربونه في الجامعة » من المشاركة في تظاهرتين رياضيتين، كان سيحصل مقابل المشاركة فقط على نحو 60 ألف درهم، وهو المبلغ الذي كان يعول عليه لإنقاذ بيته من التفكك، ) يؤكد( هو البعد عن الناس والإنفراد بقصبة سنارته بين صخور المحيط الأطلسي بعيدا عن الكلام وعن ضجيج المدينة وهروبا ممن يسألونها عن أخبار الرياضة..
اليوم وبعدما وجد صديق سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج وخالد السكاح وصلاح حسو وواعزيز وعدائيين آخرين، منهم من تخلى عن الجنسية المغربية ومنهم من غادر أرض الوطن وفضل العيش بعيدا عن شمال إفريقيا، (وجد) نفسه مياوما بمبلغ لا يتجاوز 60 درهما مقابل الأعمال الشاقة من السابعة صباحا إلي الخامسة مساء، مجبرا على الصراخ بأعلى صوت وبجرأة غير مسبوقة، خاصة حين يتحدث عن أسماء قريبة من المحيط الملكي في مغرب ما قبل محمد السادس» وكل آماله أن تصل رسالته، ليس لأي مسؤول جامعي مهما كان، لكن طموح العداء العالمي السابق عبد الرحيم بن ريضوان هو أن يصل أنينه لملك البلاد.