مسؤول في المخابرات المصرية: إسرائيل تجاهلت التحذيرات المتكررة من تخطيط حماس لــ «شيء كبير»
- بلبريس: حمزة مرواد
وفقا لوكالة أنباء ‘’أسوشيتد برس’’ الأمريكية، قال مسؤول في المخابرات المصرية، فضل عدم الكشف عن هويته، إن المخابرات المصرية حذرت إسرائيل مسبقا بشأن الهجوم الذي ستشنه فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات إسرائيل المحيطة بقطاع غزة.
وقال المسؤول المصري، إن مصر، التي غالبا ما تعمل كوسيط بين إسرائيل وحماس، تحدثت مرارا مع الإسرائيليين عن «شيء كبير» دون الخوض في التفاصيل، ولكن المسؤولين الإسرائيليين ركزوا على الضفة الغربية وقللوا من شأن التهديد المحتمل من غزة. وأضاف المصدر الاستخباراتي ‘’لقد حذرناهم من أن انفجار الوضع قادم وقريبا جدا وسيكون كبيرا’’.
تفاقمت الأسئلة المتزايدة حول فشل المخابرات الإسرائيلية الهائل في توقع هجوم حماس المفاجئ والاستعداد له؛ لقد اكتسبت وكالات المخابرات الإسرائيلية هالة كبيرة على مدى عقود سواء الموساد أو الشاباك أو المخابرات العسكرية بسبب سلسلة من الإنجازات، حيث أحبطت عدة عمليات في الضفة الغربية، وزُعم أنها طاردت عناصر من حماس في دبي كما اتُهمت بقتل علماء نوويين إيرانيين في قلب إيران.
لكن هجوم نهاية الأسبوع، الذي فاجأ إسرائيل في عطلة يهودية كبرى، يغرق هذه السمعة في الشك ويثير تساؤلات حول استعداد البلاد لمواجهة ‘’عدو أضعف ولكنه أكثر تصميما’’. فبعد أكثر من 48 ساعة من بدء الهجوم، واصلت حماس محاربة القوات الإسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية، ووقع أكثر من 100 إسرائيلي في أسْر حماس في غزة بينهم مسؤولون كبار في الجيش.
يقول يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ‘’هذا فشل كبير.. هذه العملية تثبت في الواقع أن قدرات المخابرات في غزة لم تكن جيدة’’، ورفض عميدرور تقديم تفسير لفشل المخابرات قائلا إنه ‘’يجب تعلم الدروس عندما يهدأ الغبار.’’
من جهته قال، أمير أفيفي، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إنه بدون موطئ قدم داخل غزة، أصبحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتمد بشكل متزايد على الوسائل التكنولوجية للحصول على معلومات استخبارية. وقال إن ‘’الإرهابيين’’ في غزة وجدوا طرقًا للتهرب من جمع المعلومات التكنولوجية، مما يعطي إسرائيل صورة غير كاملة عن نواياهم.
ويضيف أفيفي: «تعلم الجانب الآخر التعامل مع هيمنتنا التكنولوجية وتوقفوا عن استخدام التكنولوجيا التي يمكن أن تكشفها». وقال بإن الفشل يتجاوز مجرد جمع المعلومات الاستخباراتية وفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تجميع صورة دقيقة من المعلومات الاستخباراتية التي كانت تتلقاها بناءً على ما قال إنه مفهوم خاطئ يحيط بنوايا حماس.
لقد نظرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة بشكل متزايد إلى حماس على أنها جهة فاعلة مهتمة بالحكم، وتسعى إلى تطوير اقتصاد غزة وتحسين مستوى معيشة سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. لكن أمير أفيفي، رئيس ومؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي (مجموعة متشددة من القادة العسكريين السابقين) يقول ‘’إن الحقيقة هي أن حماس، التي تدعو علانية إلى تدمير إسرائيل، ترى أن هذا الهدف هو أولويتها’’.