المجلس الاقتصادي يدعو لحماية الأمهات العازبات والقضاء على تزويج القاصرات

رسم المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، صورة قاتمة عن وضعية المرأة المغربية، مؤكدا أن مشاركتها السياسية والاقتصادية وولوجها لسوق الشغل ونسبة تمثيليتها السياسية ضعيفة.

 

وأكد المجلس في نقطة يقظة أصدرها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن هـذا الوضـع يؤثر تأثيـرا كبيـرا علـى الاستقلالية الاقتصادية والماليــة للنســاء، وينعكــس ســلبا علــى حقوقهــن، ويقلــص مــن حريتهــن واســتقلاليتهن داخــل الأسرة والمجتمــع، كمــا يكــرس تبعيتهــن وارتهانهــن بالأغيار فــي تلبيــة احتياجاتهــن الأساسية.

واقترح المجلس جملة من التوصيات للنهوض بحقوق المرأة، أولها تسـريع وتيـرة ملاءمة التشـريعات الوطنيـة مـع المبـادئ والمقتضيــات الــواردة فــي الدســتور وفــي الاتفاقيات الدوليــة لحقــوق الإنسان التــي صــادق عليهــا المغــرب بشــأن الوقايــة مــن جميــع أشــكال التمييــز ضــد النســاء والفتيــات والقضــاء عليهــا.

ودعا المجلس إلى حماية الأمهات العازبات، عبر نســخ المقتضيــات القانونيــة المتضمنــة فــي جملــة مــن النصــوص القانونيــة التــي يكــون فــي تطبيقهــا حيــف أو إلحـاق ضرر بهن وأطفالهـن، والتي قـد تحـول دون تقديـم شـكاية عنـد التعـرض للاغتصاب كالفصل 490 من القانون الجنائي، ونسخ المـواد 20 و21 و22 مــن مدونــة الأسرة، مــن أجــل القضــاء علــى تزويــج الطفلات.

وشدد المجلس على ضرورة حماية النساء من التحرش الجنسي والمعنوي عبر توفيــر شــروط ولــوج النســاء إلــى العمــل المــؤدى عنــه، وتوفيــر الحمايــة لهــن فــي طريقهــن إلــى أماكــن العمــل وداخــل فضــاء الشــغل، و إطــلاق خطــة وطنيــة لفتــح دور حضانــة عموميــة أو داخــل المقــاولات فــي جميــع تــراب المملكــة، واعتمــاد مرونــة أكبــر فــي توقيــت تمــدرس الأطفال.

وأكد على ضرورة فتح النقـاش العمومـي مـن أجـل تطويـر العقليات وكسر القيود الثقافية فـي التعاطـي مـع القضايـا المتعقلـة بتزويـج الطفلات، والتوقيـف الإرادي للحمـل، والتركـة، و تلقيــن التربيــة الجنســية فــي المدرســة مــن أجــل ترســيخ مبــادئ المســاواة بيــن النســاء والرجــال لــدى الأطفال.

وأشار أنه من شأن هذا تصحيــح الصــور النمطيــة التمييزيــة والمشــجعة علــى العنــف ضــد النســاء، وتحســيس المتعلميــن بمفاهيــم السـلامة الجسـدية والصحـة الجنسـية.

واعتبر أن تحرر المـرأة يمـر بالضـرورة عبـر كسـر ” السقف الزجاجي” وهو مجمـوع الحواجز الاجتماعية والنفسـية التـي تميـل إلـى إبقـاء المـرأة فـي وضعيـة الجمـود وتكريس دونيتهـا وتبعيتها.