خبير يكشف لـ"بلبريس" سلاح إيران الخفي ضد إسرائيل

في خضم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل ، والذي أدخل منطقة الشرق الأوسط في مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة، تتجه الأنظار نحو تحليل طبيعة الدعم الأمريكي لإسرائيل وأهدافها الحقيقية، بالإضافة إلى استراتيجية الرد الإيراني وقدرتها على الصمود في حرب استنزاف طويلة الأمد.

وفي هذا السياق، يقدم تحليل معمق للأستاذ خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة، رؤية استراتيجية تلقي الضوء على الأبعاد الخفية للصراع، مؤكداً أن موازين القوى لا تقاس فقط بالقدرات العسكرية الآنية، بل بعامل الزمن الذي قد يتحول إلى حليف استراتيجي لإيران إذا أحسنت استغلاله.

وفي تصريحه لجريدة "بلبريس"، أكد الشيات أن الدور الأمريكي واضح في دعمه لاسرائيل وينطلق من حماس كبير لإسقاط النظام الإيراني وتحييد برنامجه النووي الذي تعتبره واشنطن تهديداً استراتيجياً لمصالحها. وأشار إلى أن التنسيق الاستخباراتي بين واشنطن وتل أبيب بلغ مستويات متقدمة، وهو ما يتجلى في دقة العمليات وتوقيتها المدروس.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن هذا التنسيق لا يقتصر على الخارج، بل يعتمد على شبكة واسعة من العملاء والمخبرين داخل إيران، مستغلاً حالة عدم الرضا لدى بعض فئات المعارضة التي يرفض النظام الإيراني استيعابها، مما يخلق "معارضة انقلابية" تسهل عمليات الاختراق.

وبحسب الشيات، فإن هذا يعكس "الطابع الانقلابي" للعملية الإسرائيلية، التي تجمع بين القصف العسكري الاستراتيجي وعمل داخلي يهدف إلى قلب النظام.

ورأى الشيات أن الهدف الأساسي لإسرائيل هو إسقاط النظام السياسي في طهران، يليه تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل. ورغم ذلك، أظهرت إيران قدرتها على الرد بإرسال صواريخ باليستية بعد ساعات من الهجوم، متبعةً استراتيجية دفاعية تهدف إلى خلق نوع من التوازن الاستراتيجي والقول إنها قادرة على الرد بالمثل.

وهنا يبرز عامل الوقت، حيث يعتبر الشيات أن إيران تحاول الآن تحويل الزمن من صالح إسرائيل إلى صالحها. وأوضح أن "الزمن سيكون لصالح إيران في المستقبل إذا استطاعت تحسين أدائها العسكري والاستراتيجي في مواجهة الهجمات الإسرائيلية"، مما قد يقلب موازين القوى على المدى الطويل.

وختم الأستاذ الجامعي تحليله بربط مصير غزة بشكل مباشر بمآلات الصراع مع إيران، متوقعاً أن تقوم إسرائيل بتدمير غزة وتحييدها بشكل نهائي وبطرق أكثر قسوة في حال نجحت في القضاء على التهديد الإيراني. وخلص إلى أن "التحييد النهائي والمسح من الخريطة السكانية والجغرافية لغزة، سيكون مسألة وقت فقط إذا تم القضاء على النظام السياسي في إيران".