كشف مصطفى سلمى ولد سيدي ميلود القيادي السابق في جبهة "البوليساريو" في حوار له مع "بلبريس" عن رؤيته للتطورات الأخيرة التي عرفتها القضية الوطنية خصوصا بعد زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "هورست كوهلر"، وعلاقة الجزائر بالنزاع المفتعل لقضية الصحراء، دون أن ننسى التطرق إلى جديد قضية منعه من زيارة أبنائه وعائلته بمخيمات "تندوف".
الحوار الكامل:
قام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "هورست كوهلر" بزيارة للمنطقة، وتم تغيبكم من لقاءاته ولم يلتفت لوضعكم، كيف ترون ذلك؟
كنا نتوقع ردا إيجابيا من "هورست كوهلر" حول طلب اللقاء في جولته الآخيرة من باب أن توسيع المشاورات يفيدُ مهمته في الضغط على الأطراف، ومن باب أن "البوليساريو" تمثل رأيا واحدا في الساحة الصحراوية، وهناك العديد من الشخصيات والتيارات الصحراوية التي لها رؤية مختلفة للحل وآخرها مجموعة المبادرة الوطنية الصحراوية للتغيير التي عقدت جمعها العام في إسبانيا منذ ايام، أما بخصوص ما نتعرض له من اضطهاد فأعتقد أنه ليس من اختصاص الوسيط الأممي.
منذ سنة 2010 وأنت مُبعد عن أهلك وذويك بمخيمات "البوليساريو"، ثمان سنوات كيف هو وضعك الحالي ؟
بالتأكيد ثمان سنوات من المنفى والبعد عن الأهل ليست بالأمر الهين، وما يزيدها صعوبة هو كونها كلها قسرية، و إني خرجت من سجن ضيق لدى "الجبهة" الى سجن فسيح بحجم مساحة موريتانيا، دون أن يتغير شيء، فالإجتماع بالأوﻻد ما زال ممنوعا، والحق في التنقل خارج موريتانيا كما الحق في النشاط السياسي ممنوعين أيضا، ومع ذلك ﻻ نملك إﻻ الصبر.
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وعدتك بتسوية وضعيتك واستقرارك بموريتانيا مرحليا، ماهو الجديد حول هذا الموضوع؟
بخصوص الحلول، فبعد أن يأسنا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للمبادرة في إيجاد حل قررنا الاستعانة بهيئة محاماة دولية، وﻻ زلنا في انتظار أن يحصل انفراج.
كنت في منصب ما يسمى "المدير المركزي لشرطة الأمن العمومي والتحقيقات" هل تقربنا من هذا العمل؟ وكيف تنظر له ؟
بخصوص عملي في جهاز الشرطة، لقد كنت أول خريج يحمل شهادة جامعية يدخل جهاز الشرطة في المخيمات، وبعد فترة تخصص في المدرسة العليا للشرطة بالجزائر عدت إلى المخيمات، و لم تكن شرطة "البوليساريو" وقتها منظمة وﻻ مهيكلة، وقد وقعت عليّ مسؤولية هيكلتها وتنظيمها لتكون قريبة من أجهزة الشرطة المعروفة.
وليست مسؤولية الأمن العمومي والتحقيقات الأولى وﻻ الوحيدة التي عملت بها، بل عملت بعدة مسؤوليات من باب بناء الجهاز وتحديثه، كل ما يهمني اليوم هو أننا نجحنا في بناء نواة للعدالة بالمخيمات، وإن كانت السلطات تريدها عدالة لحفظ النظام العام وحماية السلطة، ﻻ أن تكون عصا فوق الجميع، ورغم ذلك نجحت في أن ينأى جهاز الشرطة عن الظلم.
كيف تنظر لحقوق الإنسان بمخيمات البوليساريو علما أنك قلت أنها أسوء بقعة على وجه الأرض في تصريحاتك السابقة ؟
كما تعلم فمنطقة المُخيمات مغلقة ﻻ يسمح للجزائريين بدخولها وﻻ لغيرهم، وقد كان تماس الصحراويين مع الجزائريين محدود إلى غاية وقف إطلاق النار، و كانت تلك فترة هيمنة الحزب الواحد والأمن العسكري في الجزائر هو صاحب السلطة، ولأن المخيمات كانت تتبع لجهاز الأمن العسكري الجزائري والتنقل منها إلى داخل الجزائر يتم بوثائق صادرة عن الأمن العسكري، كان الصحراوي في تلك الفترة محترما مهابا خوفا من سلطة الأمن الجزائري.
بعد انفتاح الجزائر تغيرت الصورة، وأصبح الصحراوي يسمى كرديا لدى ساكنة تيندوف، وأصبح يُنظر إليه كعالة على الدولة الجزائرية، وانخرط بعض شباب المخيمات في مشاكل التهريب ورجال السلطة في اﻻختلاسات، وتغيرت النظرة إليهم تماما، وصاروا يعاملون بكثير من الإحتقار خاصة من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية.