ترسل إليهم مفتوحة ودون أرقام..تقنيو مختبرات: نتوصل بعينات غير صالحة

أدلى تقنيون، يشتغلون بمختبرات تحليل فيروس كورونا بأكثر من 11 مركزا على المستوى الوطني، بمعطيات جديدة تتعلق بفوضى أخذ العينات من المرضى المشتبه في حالتهم، مؤكدين أنهم يواجهون، يوميا، عددا من المشاكل تكلفهم جهدا كبيرا للتغلب عليها وسط ضغط الوقت.
وقال التقنيون، الذين كانوا يتحدثون في ندوة مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن واحدة من أكبر المعضلات التي يواجهونها، يوميا، توصلهم بعينات، من الأقسام الاستشفائية المكلفة بالفحص والتشخيص، لا تتوفر فيها المعايير المنصوص عليها في بروتوكول التكفل، وتطرح صعوبات تقنية في اكتشاف فيروس كورونا.
وأكدت تقنية تشتغل بالمختبر التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، أن زملاءها يتوصلون، في بعض الأحيان، بعينات في أنابيب مفتوحة تنقل إليهم عبر وسائل النقل المعتمدة لذلك من قبل المديرية الجهوية، في الوقت الذي يطلب من المكلفين بأخذ هذه العينات الكثير من الحرص، سواء في أخذ العينات بطريقة سليمة من المريض، أو وضعها بعد ذلك في أنبوب وإحكام إغلاقه، قبل وضعه في صندوق خاص يحمل إلى المختبر من أجل التحليل.
واعتبرت التقنية أن وصول بعض الأنابيب مفتوحة، يطرح مشكلا كبيرا على سلامة المهنيين الذين قد يتعرضون في أي لحظة إلى الإصابة بسبب ذلك، مؤكدة وجود مشاكل أخرى يواجهونها، يوميا، تتعلق بعدم إرفاق العينات بمعطيات حول صاحبها، مثل الاسم والرقم السري (الكود) الخاص به.
ويطرح هذا الأمر صعوبة في تحديد مصدر العينة، إذ لا يشرع التقني في العمليات الخاصة بالتحليل، إلا بعد إنجاز ملف معلوماتي عن العينة وترقيمها وتوثيق معطيات دقيقة حول صاحبها، وهي المعطيات التي يعود إليها في إنجاز المحضر الأخير عند ظهور النتيجة النهائية بالسلب أو الإيجاب، تفاديا للاشتباه في الحالات.
وفي حالات أخرى، تتوصل المختبرات من المراكز الاستشفائية المكلفة بالفحص والتشخيص، بعينات غير مأخوذة بشكل سليم، إذ تقتضي العملية تقنيا أن يمسك المكلف أداة رفيعة من بلاستيك، يخرجها من أنبوب زجاجي وحيد الاستعمال، ثم يدخلها في أنف الشخص المشتبه في إصابته إلى مستوى معين، ويحركها قليلا حتى يتمكن من التقاط أنسجة تلتصق بالأداة، قبل إخراجها وإعادتها إلى مكانها في الأنبوب.
وقالت التقنية العاملة في مختبر مراكش إن هذه العملية لا تتم بشكل سليم، في بعض الأحيان، إذ يجد التقنيون مشاكل في إجراء تحليل هذا النوع من العينات ويطلبون إعادتها، مؤكدة أن بروتوكول التحليلات بتقنية “بي سي إر” لا ينطلق إلا بعد التأكد من جميع المعطيات التقنية.
وقال تقنيون في الندوة المباشرة نفسها إنهم يحرصون على إجراء جميع العمليات في ظروف سليمة، إذ تمر العينة من عدة عمليات واختبارات ومراقبة داخلية صارمة، قبل الإعلان عن نتيجتها، مؤكدين أن هامش الخطأ يكاد ينعدم بتقنية “بي سي إر” المعتمدة في المغرب.
وقال التقنيون إنهم مستمرون في العمل بجهد كبير بعدد من المختبرات المعتمدة، إذ استطاعوا، في وقت وجيز، التأقلم مع طبيعة الاشتغال في ظرف يطغى عليه الضغط ومحفوف بالمخاطر، علما أن المختبرات أنجزت، في مدة تزيد عن 66 يوما، أزيد من 45302 تحليلة، ووصلت قبل أيام إلى رقم قياسي بأكثر من 3000 تحليلة في اليوم.
ويتوفر المغرب على حوالي 1230 تقنيا مكونين على نحو جيد، في عدد من التخصصات ذات الصلة، ويتوزعون على عدد من المراكز على المستوى الوطني، وأكثرهم بالبيضاء بـ228 تقنيا والرباط بـ214، يتجند أغلبهم في العمل في مسارات “كوفيد 19”.