أمرابط من منظف أطباق إلى التألق في سماء كرة القدم

اعتبر نور الدين أمرابط ، مهاجم المنتخب الوطني لكرة القدم ، أن الجمهور أحد أهم العوامل التي اجتذبته للدوري السعودي ، ودفعته إلى التوقيع رفقة نادي النصر السعودي وساعدته أيضا على التأقلم على الحياة هناك ، حيث يقول : « دعم الجماهير هنا رائع ولا يصدق  أحيانا نسافر إلى مدن أخرى للعب مباريات خارج ملعبنا ، ونجد الجماهير في استقبالنا في المطار والفندق ، بل أحيانا تكون جماهير النصر في المباريات خارج ملعبنا أكثر من جمهور الفريق صاحب الأرض » .

وأضاف الدولي المغربي : « لقد أصبح الدوري السعودي واحدا من بين الأقوى في آسيا بفضل الجماهير ، فهم يعشقون لعبة كرة القدم ويتواجدون في المدرجات بشكل دائم ، كما أن زيادة عدد اللاعبين الأجانب المسموح للأندية بالتعاقد معهم إلى سبعة أضافت كثيرا لشعبية وتنافسية البطولة .

كما ساهم التقارب في الثقافات والعادات بين المغرب والسعودية في سرعة تأقلم أمرابط مع الحياة في المملكة العربية السعودية والانسجام في الدوري السعودي ، الذي يضم العديد من اللاعبين المغاربيين ، وقال اللاعب صاحب الـ 32 عاما : « يمكننا التأقلم بسرعة كمغاربة مع الحياة هنا في المملكة ونحب هذا البلد والحياة به ، فالسعوديون يعاملوننا بكل احترام ونحن نبادلهم الشيء

وبالأخذ في الاعتبار قضاء أمرابط لفترات طويلة من مسيرته في كبرى الأندية الأوروبية ، فمن الطبيعي أن تكون أهم تظاته على العشب الأخضر في أحد هذه الأندية ، ويعود أمرابط بذاكرته إلى إحدى هذه المناسبات عندما كان يلعب في فرد به سراي التركي ، بين عامي 2012 و 2015 ، قائلا : « أعتقد أن مباراة ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد عام 2013 ، والتي فزنا بها 1 - 3 كانت من أفضل الانتصارات التي حققتها على الاطلاق » .

وتطرق مقود « يورو سبورت » إلى السيرة الذاتية والشخصية لأمرابط ، لكونه شارك على مدار مسيرته في بعض من أكبر مباريات « الديربي » على مستوى العالم ، مثل لقائي غلطة سراي مع الخصمين اللدودين فنربخشة وبشكتاش ، ومواجهة القمة الهولندية بين ناديه السابق أيندهوفن وأجاكس أمستردام ، ولكن رغم ذلك يرى جناح نادي النصر أن « ديربي » الرياض ضد الهلال يعتبر ضمن الأقوى والأكثر سخونة وقال في هذا الصدد : « يمكنك أن ترى وجه التشابه بين ديربي الرياض ولقاء غلطة سراي مع فنربخشة ، الذي تجتمع المدينة والبلاد بأكملها لمتابعته ، ولكن الجماهير هنا لديها أسلوب أكثر إيجابية في التشجيع ، فهي تريد الفوز لفريقها ولكنها تفعل ذلك بأسلوب متحضر ومحترم وفي جو عائلي وودود ، وهذه هي الأجواء التي أفضلها » .

ورغم تمثيله للعديد من الأندية في أكبر الدوريات ، إلا أن بدايات نور الدين أمرابط مع كرة القدم كانت أبعد ما يكون عن السهولة ، فقد استغني عنه نادي أجاكس في سن الثالثة عشرة واضطر إلى العمل بمهن بسيطة ، مثل تنظيف الأرضيات وغسل الأطباق بينما يلعب في أندية الهواة ويخطط الحياته بعيدا عن كرة القدم ، إلى أن تغير كل ذلك عندما اكتشفه نادي الدرجة الثانية أومني وورلد ( ألمير سيتي حاليا ) ، وضمه إلى صفوفه ، ليبدأ الناشئ المغربي حياته مع الكرة .

وبسبب نشأته في هولندا وتمثيله لأجاكس في المراحل السنية المبكرة ، فلم يكن من المستغرب أن يتخذ أمرابط من نجم أجاكس وأرسنال وبرشلونة السابق مارك أوفرمارس مثلا أعلى له ، حيث يقول أمرابط : « ولدت في هولندا وبدأت مسيرتي مع فرق الشباب في نادي أجاكس ، ودائماً ما قال لي المدربون أن أشاهد مارك أوفرمارس ، فقد كان لاعبا رائعا وأحببته كثيرا وطالما شاهدته عندما كان يلعب في أرسنال » .