"حريك الرياضيين" ..الوجه القاتم للرياضة المغربية

ظل مسلسل هروب الرياضيين ، كابوسا يقض مضجع المسؤولين عن الرياضة الوطنية .
ففي كل مشاركة رياضية يستفيق الرأي العام الرياضي على خبر عملية هروب جماعي للعدائين والملاكمين والمصارعين. و لم تسلم كرة القدم أيضا من هذا الوباء الذي أصاب الرياضة المغربية في مقتل ، و أضحى يهددها كما فعلت المنشطات والتزوير في وقت سابق.
في هذا الملف، يستعيد موقع " بلبريس " حالات الهروب و الحريك للرياضيين المغاربة ويحاصر أسباب و تأثيرات ذلك على الرياضة الوطنية.
 

الوجهة إسبانيا "إلدورادو الأحلام"

شكلت اسبانيا على مر السنوات وجهة مفضلة لكل الرياضين الشباب الحالمين بالهجرة و الطامحين لبناء مستقبل واعد في ظروف احترافية.
و استغل بعضهم تنظيم منافسات رياضية بالجارة الشمالية للاختفاء والبحث عن آفاق جديدة.
حيث يتذكر الجميع مشاركة المغرب بالألعاب المتوسطية بألميريا الاسبانية التي شهدت موجة حريك جماعية في عز فصل الصيف. 
آخر حالات  حريك الرياضيين مغاربة، كانت "فرار" مصارعين مغربيين من تجمع المنتخب بمدينة طاراغونا الإسبانية، بعدما كان مقررا مشاركتهما في بطولة البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها الجارة الشمالية للمملكة.

واختفى عن بعثة المنتخب المغربي، المصارعين أيوب حنين، وأنور طانغو، وهو الأمر الذي دفع المسؤولين المغاربة إلى إشعار المصالح القنصلية بإقليم كتالونيا لاتخاذ التدابير الضراوية، وذلك بعد التأكد من غيابه المصارعين عن الفحص الطبي صباح اليوم الأحد، قبل خوض أولى النزالات.
ونشر كل من حنين وطانغو فيديو يشرحان من خلاله الأسباب التي دفعتهما إلى الإقدام على هذه الخطوة، مبرر ذلك بسبب الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشانها، مرورا بمعاناة الأبطال الرياضيين لهذا الصنف من الرياضة، وانتهاء بالرغبة في تأمين مستقبل أفضل من ذلك الذي يبدو قاتما في المغرب.

كرة اليد ومعاناة " الحريك "

عاشت بعثة المنتخب المغربي لكرة اليد  بالديار الإسبانية حالة من الاستنفار، جراء هروب لاعبين من المعسكر الذي أقامه المنتخب المغربي استعدادا للمشاركة بالبطولة الإفريقية للأمم  والتي احتضنتها الغابون في يناير الماضي. و غادر لاعبان مقر إقامة بعثة المنتخب في ظروف غامضة، مباشرة بعد نهاية ثاني مباراة ودية جمعت المنتخب المغربي بمنتخب إقليم الباسك. ويتعلق الأمر بلاعب مولودية مراكش (ه.ب)،و(م.ط) من فريق وداد السمارة.

ملاكمون يتركون الحلبة والقفاز

فضل الملاكم المغربي أنس برشامي، البقاء بإسبانيا على العودة رفقة المنتخب الوطني للشباب للملاكمة، الذي شارك في دوري دولي هناك.

 واضطرت بعثة المنتخب الوطني المغربي إلى العودة إلى المغرب دون برشامي الذي لم يظهر له أثر، واختفى بشكل مفاجئ، ليعيد مرة أخرى موضوع الهجرة السرية للرياضيين المغاربة من مختلف الرياضات إلى الواجهة.


وتلقت الجامعة الملكية المغربية للملاكمة صدمة ثانية بهروب الملاكم المغربي، بعد الأولى التي تلقتها في الألعاب الأولمبية الأخيرة بالبرازيل 2016، مع الملاكم المغربي سعادة، الذي اعتقل ، بتهمة التحرش الجنسي.

دراجون مغاربة يختفون بكندا

سنة 2013 هرب ثلاثة دراجين من المنتخب الوطني للشباب للدراجات من المطار الدولي بكندا خلال عودتهم إلى المغرب رفقة الوفد المغربي، الذي شارك في طواف كندا المعروف بطواف الحدائق.
وفوجئ رئيس وفد البعثة المغربية التي كانت تضم ستة دراجين، وأربعة مؤطرين، بإقدام الدراجين الثلاثة على كسر حقيبته وسرقة جوازات سفرهم، والهروب من مطار كندا، وهو ما أحدث فوضى كبيرة ودفع رجال الأمن إلى البحث عن الهاربين الثلاثة، الذين فضلوا "لحريك" لكندا على العودة إلى المغرب رفقة زملائهم.
وتخلف عن العودة إلى المغرب كل من عبد الرحيم عويدة من أولمبيك خريبكة، والدراج عثمان شموش من الاتحاد البيضاوي، وعبد الرحيم الزوهري من وداد فاس.

وكان الوفد المغربي قد شارك في الطواف المذكور في الفترة بين 15 و21 يوليوز صيف 2013 وقطعوا مسافة 600.1 كيلومتر مقسمين على 7 مراحل مختلفة.
ويعيد الحادث إلى الأذهان حادث "حريك" تسعة لاعبين من فريق نهضة سطات قبل  سنوات مضت بكندا أيضا، إذ تخلفوا عن العودة رفقة فريقهم الذي كان يشرف على تدريبه آنذاك محمد فاخر، المدرب الحالي لفريق الجيش الملكي.