تعتبر زيارة عاهل المملكة الأردنية للمغرب محطة مهمة ضمن جهود المملكتين لتعزيز التعاون، و الشراكة مع الدول العربية في مختلف المجالات، وتفعيل العمل العربي المشترك باعتباره أحد أهم السبل لمواجهة التحديات التي تمر بها الأمة العربية، و تحقيق الاستقرار، و التنمية المستدامة في المنطقة، لاسيما أن العلاقة بين المملكتين تمتد تاريخيا وإنسانيا.
وتزداد العلاقة متانة، و تقدما مع مرور الزمن، وبالتالي تترجم هاته الروابط الطموح المشترك بينهما فيما يخص تطابق وجهات النظر و المواقف في مختلف القضايا سواء الثنائية أو المتعددة الأطراف.
كما تشكل محور دفع لإيجاد و اقتراح الحلول الجادة، و الفعالة، حول مختلف القضايا المطروحة على الاصعدة الدولية و الإقليمية.
زيارة الملك عبد الله الثاني ستعزز من عمق العلاقات الأخوية بين المملكتين الشقيقتين، سواء على الصعيد الثنائي، أو على الصعيدين العربي، بالإضافة إلى ما تشكله من قوة توافق متميزة تتجلى في الاستفادة من تجارب المملكتين، بالنظر لغناهما، وتاريخهما في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملكين اللذين أثبتا واقعية، و حكمة التجربة الاستثنائية في مجال الديموقراطية، وتطورها وثباتها رغم تغير الأوضاع والأحوال الإقليمية، و أيضا ما عرفته المملكتان من نهضة شملت مختلف المجالات، وعززت المكانة المتميزة التي تحظى بها إقليميا، ودوليا في مجال الممارسة الدستورية، وترسيخ الديمقراطية المحلية، و تعزيز الحريات، والحقوق، وتشبتهما بثقافة السلم والسلام والتسامح.
إن العلاقة بين الرباط، و عمان تعد علاقة تفاعل مثمرة تثبت باستمرار تلاقي الرؤى، و تجسد تناغم المواقف، وتطابقها في العديد من القضايا العربية، و الدولية، كما تسعى إلى مواصلة العمل المشترك من أجل فتح آفاق واسعة أمام التعاون الثنائي المتميز، وجعله نموذجا لعلاقات تآزر فاعل بين شعبين شقيقين تشدهما روابط الإخاء، والتفاهم الودي، والتقدير المتبادل.
المملكة الأردنية الهاشمية لطالما أثبتت مواقفها تجاه مختلف القضايا التي تهم المملكة المغربية خصوصا موقفها الداعم للمغرب في قضية صحرائها المغربية.