ميمونة الحاج داهي: "البيان الأخير للبوليساريو وثيقة إدانة ذاتية"
اعتبرت الباحثة ميمونة الحاج داهي، في تدوينة نشرتها على حسابها الرسمي بفيسبوك، أن البيان الصادر عن جبهة البوليساريو بتاريخ 14 أبريل 2025 يعكس ما وصفته بـ”حالة الارتباك” التي باتت تهيمن على الخطاب السياسي للجبهة، خاصة في ظل تصاعد المطالب الحقوقية والأكاديمية الرامية إلى تصنيفها كحركة إرهابية.
وركزت ميمونة في تحليلها للبيان على هشاشة مضامينه القانونية، مشيرة إلى أن اللغة المستعملة أقرب إلى “الخطابة التعبوية” منها إلى المنطق الحقوقي الدولي، مؤكدة أن الجبهة فشلت في تقديم أي تفنيد موثق للاتهامات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان داخل المخيمات.
وأبرزت أن محاولة الجبهة استدعاء مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لإجراء تحقيق مشترك، لا تعكس الثقة في سجلها الحقوقي بقدر ما تُظهر سعيًا استباقيًا لاحتواء تداعيات محتملة قد تسيء إلى صورتها السياسية.
كما توقفت عند ما وصفته بـ”التهديد الواضح” الموجه ضد الجهات والأشخاص الذين يتناولون ممارسات الجبهة بالنقد والتحليل، واعتبرته دليلاً على نزوعها إلى التضييق على حرية التعبير، واستعمال أدوات الترهيب الرمزي ضد الفاعلين الأكاديميين والمدنيين، بما فيهم طلبة جامعيون تلقّوا تهديدات عقب فوزهم في مسابقة أكاديمية نظّمها المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية.
وختمت ميمونة الحاج داهي تدوينتها بالتأكيد على أن البيان لا يحمل أي قيمة قانونية أو حقوقية، واعتبرته وثيقة تُدين الجبهة ذاتها، من خلال كشفه لعجزها عن مواجهة الوقائع المتراكمة، خاصة تلك التي توثق انتهاكاتها في مجالات متعددة، من استغلال الأطفال إلى استهداف المدنيين واستخدام اللاجئين كورقة ضغط.