بن شريف: تبون يوظف قضية الصحراء لتضليل الجزائريين وشحنهم بالعداء تجاه المغرب

قال الكاتب والإعلامي المغربي عبد الصمد بن شريف في تدوينة له إن: عبد المجيد تبون المترشح "المستقل" عن التاريخ وعما يجري في العالم من تحولات وتطورات والذي رفع شعار من أجل جزائر منتصرة، لا يترك مناسبة أو فرصة إلا وحشر المغرب في خطبه العجيبة قصد الاستفزاز حسب اعتقاده وبهدف دغدغة عواطف أنصاره".

وأضاف بن شريف، "وهذا ما يفعله فيى حملته الانتخابية وخاصة ما يتعلق بموضوع الصحراء .ربما ما يعتقده تبون ، موقفا مبدئيا فيما يتعلق بنصرة حق الشعوب في تقرير مصيرها، وان لاتنازل عن الإستفتاء، هو أقصى درجات الافتراء والنفاق. فهو يوظف هذا المبدأ في السياق الخطأ والزمن الخطأ والجغرافية الخطأ، ويستهلكه قصد التضليل وشحن فئات من المجتمع الجزائري مازالت ضحية خطاب الشرعية الثورية التي يتحصن بها السيستيم".

وختم تدوينته قائلا: "ويحرص على إعادة إنتاجها، عبر مؤسسات وقنوات وأدوات، ليبقى هو المحتكر والمتحكم الوحيد في التاريخ، والمنتج الرسمي للسردية المندورة،لتسويغ وشرعنة عمليات تزوير الوقائع ،و قلب الحقائق وتضبيع الأجيال الحالية ،وإثقال كاهلها وحشو عقولها وقلوبها بجرعات وافية من الكراهية والعدوانية والضغينة والشك تجاه المغرب".

 

اقرأ أيضا.. "جون أفريك": وجود النخبة العسكرية في الجزائر رهين باستمرار نزاع الصحراء

في افتتاحية تحليلية في العدد الأخير من مجلة «جون أفريك»، تناول فرانسوا سودان، رئيس تحرير المجلة، تطورات العلاقات بين المغرب والجزائر منذ تطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل في دجنبر 2020. في هذا السياق، أعرب سودان عن قلق القيادة العليا الجزائرية من هذا التطبيع، حيث اعتبرت الجزائر أن هناك مبررًا لزيادة نفقاتها العسكرية بشكل هائل إلى أكثر من 18 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ 5.2 مليار دولار للمغرب. هذا التصعيد يجعل الجزائر من بين الدول الثلاث الأولى عالميًا من حيث نسبة النفقات العسكرية إلى الناتج المحلي الإجمالي.

ووفقًا لسودان، فإن هذه النفقات العسكرية الضخمة ليست فقط استجابة للتطورات الجيوسياسية، بل أيضًا تمثل تأمينًا للقيادة العسكرية الجزائرية على بقائها في السلطة وأداء دورها كحكم رئيسي في البلاد. إن أي تخفيض في هذه الميزانية قد يؤدي إلى تقليص دورهم إلى مجرد هيئة صامتة سياسيًا، وهو ما يعتبرونه غير مقبول. لذا، تُعتبر النزاع مع المغرب حول الصحراء المغربية مسألة وجودية بالنسبة للنخبة العسكرية الجزائرية، مما يفسر التفاعل الحاد من الجزائر ضد أي خطوات قد تعزز من حل النزاع بطريقة لا تتماشى مع مصالحها، مثل إدانتها للقرار الفرنسي بالاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد للنزاع.

ويشير سودان إلى أن مأساة الوضع تكمن في أن شعبي البلدين لم يعودا يعرفان بعضهما البعض ولا يتحدثان أو يتفاهمان. فقد ظن المغاربة لوقت طويل أن أغلبية الجزائريين لا يوافقون على سياسات قادتهم، وأن النزاع مع المغرب ليس له تأثير كبير عليهم، وكانوا يتوقعون أنه عند فتح الحدود، ستظهر مشاهد الأخوة والود.

ومع ذلك، فإن عقودًا من الشعارات والمشاحنات وسوء الفهم قد خلّفت آثارًا عميقة، مما أدى إلى وجود أحكام مسبقة وعدم ثقة بين الشباب في كلا البلدين. لم تعد المنافسات الرياضية، مثل الميداليات الأولمبية، مصدر فخر مشترك بل مصدر تنافس. كان هناك وقت كان فيه الملك الحسن الثاني يدعو السفير الجزائري سعد دحلب لحضور اجتماعات مجلس الحكومة عندما كانت العلاقات الثنائية على جدول الأعمال. كذلك، كان المغاربة والجزائريون يحتفلون بانتصارات فرقهم الوطنية معًا، وكان السفر بين وجدة وتلمسان يتم كما لو كان بين أفراد العائلة. ولكن اليوم، تعرقل الحدود والخنادق والستار الحديدي أي محاولة للتواصل أو التفاهم بين الشعبين.