في خطاب جامع بين تحديد المواقف السياسية وتوجيه الرسائل الداخلية، أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن حزبه لا يطمح إلى الوصول للحكم ولا يسعى للزحف نحو السلطة، مجددا تأكيده على أن المؤسسة الملكية تشكل ركيزة دستورية واستراتيجية لاستقرار الدولة لا يمكن أن يكون وجودها موضوع نقاش.
وخلال مداخلته يوم الأحد في المؤتمر الجهوي للحزب بجهة الدار البيضاء سطات، أوضح بنكيران أنه رغم ثبات إمارة المؤمنين كشأن لا يجادل فيه الحزب، إلا أن "الملك ليس إلها، بل عبد من عباد الله"، وأن الطاعة لا تكون إلا في المعروف وبما لا يتعارض مع الشرع. وذكر بموقف حزبه خلال إعداد دستور 2011 حين تحفظ على توصيف "القداسة"، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس استجاب لهذا الطرح آنذاك برسالة واضحة مفادها أن "القداسة لله، والعصمة للأنبياء، وأنا ملك مواطن".
وفي سياق متصل، شدد بنكيران على أن القضايا الكبرى والمشاريع الوطنية تقع ضمن اختصاص الملك، ضاربا المثل بتنظيم كأس العالم 2030، حيث قال: "المونديال مشروع ديال سيدنا محمد السادس، وتنظيم كأس العالم ماشي إنجاز ديال شي حزب، بل هو ثمرة جهود جلالة الملك وحنا مع سيدنا فهاد المسألة". كما وسع هذا المبدأ ليشمل ملف الحريات الفردية، مؤكدا أن هذه الأمور "بيد المؤسسة الملكية، والملك هو من يقرر في هذه القضايا الحساسة".
ووجه بنكيران انتقادات حادة لمن وصفهم بالجهات التي "تتحدث باسم الملك" وتوظف "الخطوط الحمراء" لإرباك النقاش الديمقراطي، معتبرا أن من يدعي نقل توجيهات ملكية دون سند مباشر "يتسبب في الفوضى ويضر بالمشهد السياسي". وأضاف: "إذا قال لك الملك شيئا مباشرة، أبلغنا به، وإذا لم يخالف الشرع فلا مشكل، أما أن تأتي بكلام وتنسبه إلى الملك من عندك، فهذا أمر غير مقبول".
وعلى الصعيد الداخلي، وجه زعيم "المصباح" خطابا تعبويا حاسما، داعيا مناضلي حزبه إلى بذل مجهود نضالي كبير و"التقاتل" من أجل العودة إلى الصدارة في الاستحقاقات المقبلة. وأكد أن النجاح لن يتحقق بالانتظار، قائلا بنبرة نقدية: "من لا يملك العزيمة لخوض المعركة السياسية من أجل التقدم إلى المراتب الأولى، فالأجدر به أن يغادر من الآن".
واختتم بنكيران كلمته بانتقاد ما وصفه بـ"غياب الديمقراطية وارتفاع منسوب البلطجة والكذب في الحياة السياسية"، معتبرا أن هذه الأجواء تشكل عائقا أمام أي إصلاح جاد، وأن الإصلاح مسؤولية لا تتحقق إلا بوجود أحزاب تتمتع بالكفاءة والنزاهة، قائلا: "لا يمكن أن تصلح الشأن العام وأنت فاسد".b