لاشك أن الذين تابعوا الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس النواب، المنعقدة يوم الإثنين 18 أبريل 2022، قد لاحظوا سلوكات غريبة من طرف فصيل برلماني، اختار بعض أفراده الاساءة للبرلمان وللسياسة من حيث أرادوا أن يُظهروا ولاءهم لرئيس حزبهم وقدرتهم على الدفاع عنه في لحظات الاحراج، برفع اليدين ورفع الصوت.
أن يعبر النواب البرلمانيون عن دعم ومساندة لوزراء حزبهم او لمواقف معينة أو انجاز معين اذا وُجد، فهذا مقبول، شريطة أن يكون بالاساليب المتعارف عليها، لكن ما قام به عدد من المنتسبين للفصيل الحزبي المذكور مذموم في الحقيقة، وهو أقرب إلى مشجعي فرق كرة القدم غير المُؤطرين الذين يعتقدون أن التشجيع يكون بالصراخ وبـ"التنقاز" و"التشيار" بما في أيديهم، ومنهم من يجرهم الحماس المرضي الى السب.
لهذا الفصيل نقول إن للبرلمان هيبة وله أعراف، وان مقاعده لانتاج السياسة وانتاج المعنى، وليست مقاعد ملعب كرة قدم، وأن طريقة les ultras تصلح فقط في مدرجات الملاعب، ولن تفيد في محاولات إخفاء الحقيقة التي يعرفها الجميع عن البعض، ممن يحاولون التغطية على متابعتهم أمام القضاء، بتهم تتعلق بالفساد المالي، بالصراخ، أو التغطية على انعدام كفاءاتهم بالعويل.
لنرفع من مستوى النقاش ومستوى درود الفعل كذلك، لأننا مستأمنون جميعا على صورة البرلمان ونُبل السياسة.