عجّاب يقصف الأشعري في رسالة مفتوحة إلى صاحب "صهيل الخيل الجريحة"

ارتأيت أن أخاطبك، أنا المواطن الاتحادي، طويت ستا وأربعين سنة كاملة من الانتماء للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي ولجته بداية سنة 1976 وعمري خمس عشرة سنة، ناضلت في صفوف الشبيبة الاتحادية وفي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، خلال هذه المرحلة قدر لي أن أدفع قليلا من ضريبة الانتماء اعتقالا وسجنا، ثم تدرجت في صفوف الشبيبة وواكبت مؤتمراتها الى عهد قيادة الاخوين الساسي وحفيظ، وتدرجت في المسؤوليات الحزبية من الخلية إلى الفرع اعلى الإقليم إلى الجهة الى اغن وجدت نفسي عضوا بالمكتب السياسي منذ المؤتمر التاسع، شاركت في المؤتمرات الوطنية من الثالث الى العاشر، واذا بقي في العمر بقية الحادي عشر إن شاء الله. حضرت خلال هذه السنوات الطويلة اجتماعات عديدة في حضرة القائد الكبير الفقيد عبد الرحيم بوعبيد، وكنت وأقراني نبجل هذا الرجل العظيم، ومثله ممن كانوا قيادات الحزب الذين يحضون عند الاتحاديات والاتحاديين من ذوي التقدير والاحترام بما لا يدع لمجال لشك أو إساءة ظن فيهم. أضيف، على سبيل مزيد من تعريف، أنني كنت ميدانيا في الاستحقاقات الانتخابية للحزب منذ سنة 77 أردد الشعارات مع شباب الحزب ويخطب في منصة السوق القديم بتازة العليا أمثال عبد الكريم لمراني وأحمد اطرطور ممن أذكر اسماءهم، وكل الاستحقاقات وإلى آخر انتخابات خلال أكتوبر المنصرم، أذكر أنني جلت من دوار الى دوار ببني مستارة في استحقاق جزئي بواسطة جحش نحمل عليه أوراق الدعاية مع رفيقي عبد العزيز الغزواني، وخطبت في مكبر الصوت بمختلف الاسواق بالبوادي والساحات بالمدن، نبلغ رسالة الحزب ونغرس الفكرة الديمقراطية في أوساط الناس، وأفلتني الموت ثلاث مرات في حوادث أنا ومن كان معي نؤدي واجبنا تجاه حزبنا.. وقد أتيح لي مجالستكم في اجتماعات حزبية، وفي جلسات بمناسبة مهرجانات الشعر بشفشاون..لذلك قررت أن أقدم لك نفسي، حتى تكون لي الجرأة الكافية لاخاطبك، وأنت المثقف، لانقل اليك بعض الاصوات خطابات أوجزها فيما يلي:
- احتفظ لك ما حسبناه المثقف العضوي، على رأي الرفيق غرامشي، عندما كنت تنظر لصنع الحلم للاتحاديات والاتحاديين والمواطنين لصنع افقغ أكثر رحابة يضمن للجميع فرصا للسعادة والعيش الرغيد، تم وأنت تهز وجداننا لقصيدة 20 يونيو…
- في سنة 2002 وبعد الخروج عن المنهجية الديمقراطية، كنا يومها في الجهاز الحزبي التقريري ثلة من الرافضين للمشاركة الحكومية، وسايرناك فيما قلته مواصلة للأوراش الكبرى، وكان لكم ما كان.
- عندما صدمنا باستقالة المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، وكنت ننتظر أن تهبوا للتمسك بالرجل، وإذا نفاجأ بما كان من ذكريات ذلك الرمضان المعلوم وأنت تبشرنا بأن لا بديل إلا الشرعية الديمقراطية وأفول الشرعية التاريخية، فهمنا وقتها ان الهدف والمستهدف.. وقضى الله أمرًا قدر أن يكون.
- وحل وقت بعد حين، انتخب اخونا العزيز الاستاذ عبد الواحد الراضي في منافسة ديمقراطية لقيادة الحزب دات مؤتمر ثامن، وكنت من أهل حل وعقد، لنفاجأ وانت، ثالث اثنين، تعلن على الملأ ان الراضي يسير بالسفينة على غير هدى، وكنت أول الهاربين ظنا أن مصيرنا لن يكون احسن من آل نوح.
- ثم عشنا لحظة قاسية في مؤتمرنا التاسع، وكنت في عليائك تتفرج، قبل أن تغلق الباب دوننا، وصرخت في ملكوت الله أنك "غسلت يديك من الاتحاد الاشتراكي وانغ الاتحاد الذي كنت تعرفه لم يعد موجودا"، ونشرت في القبائل أننا أجرنا التقرير الايديولوجي لبني قينقاع.
- وأكملت الدائرة، ومن والاك، عندما أممت مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، ملكنا المشترك، وحولتموه إرثا عائليا، ورفضنا أن نمزق قميص عبد الرحيم ونجاريكم في هذه الجريرة.
وعلى سبيل الختم:
- تذكر، بعدما غسلت يديك منا، أن مصير ومستقبل الاتحاد لا يصنعه إلا بناته وابناؤه الاوفياء الماسكين به، كان هشا أو قويا، وفي مؤسساته الشرعية لا خارجها.
- تذكر، إن كاتبنا الأول خرج، منذ القديم، من قيادته الميدانية، لذلك قررنا نحن في القيادات الوطنية والجهوية والاقليمية والمحلية، برلمانيين ومنتخبين، آلاف الاتحاديات والاتحاديين، في القرى والمدن، اغن نجدد الثقة في ادريس لشكر كاتبا اولا للمرحلة المقبلة.
- تأكد، أن ادريس لشكر، ليس لسواد عيونه، بل لأن داره دارا لكل الاتحاديين، أفراد أسرته الصغيرة كلهم بنات وابناء الاتحاد، هو من طحن عشرات آلاف الكلمترات شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، يعبئ، يستنهض الهمم، في المدن والقرى مع المرشحين والمرشحات، يساند ويشد العضد..لذلك استطاع، ومعه الاف الاتحاديات والاتحاديين، أنعش نفوسنا وآمالنا بما حققناه، وأخرسنا النائحات والنائحين ومن الفوا لنا المراثي.
- تاكد، لك أن تجمع حولك كل أنواع الحاقدين بكل أنواع الناعقين لتدبِّجوا ما شاء لكم من خُطب، وتحرقوا ما عنَّ لكم من حطب..فقيادة الاتحاد ليست ملعب خيل لقفز الحواجز، ولا مجالا لصائدي المكافآت « chasseurs de primes » كما في افلام الويستيرن..قيادة الحزب يصنعها الاتحاديات والاتحاديون الذين كانوا في المعارك، ولا حق للمتفرجين الا مزيدا من فرجة.
وختاما، تأكد، واستعير من قصيدتك التي كنا نتغنى بها:
جاهز رصاصكم، نافذ قرارنا، لن تمر المهزلة.
تحياتي ومودتي.

مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.