حسن حمورو:لا يمكن للبيجيدي أن يتحول الى مجرد ورقة على طاولة فاعلين ولاعبين آخرين

نقطة نظام!

تجري هذه الأيام محاولات تسريع دينامية غير بريئة، ظاهرها وعنوانها الاحتجاج على رئيس الحكومة عزيز أخنوش وحكومته، لكن أفقها غير واضح، غير أنه لن يكون في المصلحة الحقيقية للبلاد، بالنظر الى تاربخ وتجربة وانعدام مصداقية المكلفين بـ"التبشير" والتعبئة لهذه الدينامية.

التعبئة لدينامية الاحتجاج على الحكومة التي لم تكمل بعد شهرها الأول، تتم بتوظيف واستغلال قرارات وأحداث، منها جواز التلقيح وارتفاع اسعار المواد الغذائية، ويحاول المكلفون بـ"التبشير" جعل اعادة انتخاب الأستاذ عبد الاله بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، في المؤتمر الوطني الاستثنائي، "حطبا" اضافيا لهذه التعبئة.

ولذلك وجب الانتباه، خاصة من طرف مناضلي العدالة والتنمية، بعدم الانجرار أو الانخراط في هذه الدينامية دون إدراك أفقها، صحيح ان الحزب أعلن اصطفافه في المعارضة، لكنه حزب مستقل بمواقفه وبقراراته، ومؤسساته وحدها من تقرر ماذا ومتى يعارض الحزب، ومن أجل ماذا وبأي سقف وبأي أفق، ولا يمكن أن يتحول الى مجرد ورقة على طاولة فاعلين ولاعبين آخرين.

هناك كذلك حاجة للتفريق بين أخنوش رجل الأعمال الذي يمارس السياسة دفاعا عن مصالحه، وبين أخنوش رئيس الحكومة المغربية، بمعنى ان انتقاده ومعارضته مهما بلغت أخطاؤه، وجب الا يؤثران على صورة مؤسسة الحكومة ورئاستها، باعتبارها مكسبا سياسيا وديمقراطيا كبيرا للمغاربة، على الجميع ان يحافظ عليه ويرسخه.

ثم إن منطق الأشياء، يفرض منح الحكومة وقتا كافيا قبل الحكم بفشلها، خاصة أننا لسنا في سياق انتخابي، لأنها مؤسسة من مؤسسات الدولة، يؤثر أي تهديد لاستقرارها على استقرار أمور أخرى، رغم أنها تحمل من بوادر الفشل الشيء الكثير..!