بعد شهر يناير 2017 الذي سيظل محفورا في ذاكرة المغاربة والأفارقة على اعتبار أنه شهد عودة المغرب إلى أسرته الإفريقية، عودة مظفرة ليس فقط بالنسبة للمملكة، وإنما أيضا بالنسبة لإفريقيا برمتها التي استعادت فاعلا رئيسيا لا يجادل أحد في دوره الرئيسي في تنمية القارة.
ها هو اليوم يعود المغرب بقوة الى مكانته في القارة الإفريقية من بوابة الرياضة وبالضبط دورة الألعاب الإفريقية لعام 2019، التي ستنظم بالمغرب بعد 10 أشهر من توقيع المغرب والاتحاد الإفريقي، على بروتوكول الاتفاق الذي يسند إلى المغرب تنظيم دورة الألعاب الإفريقية لعام 2019، التي تشمل 18مجالا رياضيا، ثمانية منها على الأقل ستكون مؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020.
وكان قد وقع الاتفاق، كل من وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي ممثلا عن الحكومة المغربية، ومفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، أميرة الفاضل، ممثلة للمفوضية الإفريقية، والذي يهدف إلى منح المغرب شرف استضافة هذه الألعاب التي ستقام بمدن الرباط ،الدار البيضاء، سلا، الجديدة وبنسليمان من يوم 19 الى 31 غشت منه.
وسيرا على خطى الملك محمد السادس أصر الوزير رشيد الطالبي العلمي والطاقم المرافق له على إنجاح الدورة، من أجل تطوير الرياضة على المستوى القاري والنهوض بقدرات الشباب الإفريقي، كما أنه تجسيد للثقة التي تحظى بها المملكة لدى الهيئات الدولية في تنظيم فعاليات رياضية دولية كبرى، وذلك بفضل الخبرة التي راكمتها في هذا المجال.
وبعد رفع المغرب التحدي وتوقيع بروتوكول تنظيم الدورة 12 للألعاب الأفريقية التي ستعرف مشاركة 54 دولة ممثلة بحوالي 6500 رياضي و رياضية فإن المملكة ستحقق عدة مكاسب، أولها تعزيز مكانته في القارة الإفريقية، تماشيا مع سياسته التي دشنها منذ سنوات، وموقعه في مراكز القرار بالقارة الإفريقية، وتعزيز البعد السياسي مع عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي وانضمامه الى سيداو، كما ستكون التظاهرة فرصة لاختبار قدرات التنظيمية للمغرب.
وسيساهم تنظيم هذه الدورة في إشعاع المملكة على صعيد القارة الإفريقية، وسعزز مكانت الرياضة الوطنية، الشيء الذي سيخول للمغرب عقد اتفاقيات شراكة في هذا المجال، وكذا اعطاء فرصة لشباب القارة لتطوير مهاراتهم بشكل خاص والرياضة الإفريقية بشكل عام، ومن إيجابية تنظيم هذه الألعاب هو تأثير الجيد الذي سيحدث على المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ويشار أن دورة الألعاب الأفريقية من أقدم المنافسات الرياضية في القارة السمراء، وتقام كل أربع سنوات، وتشهد إقامة 32 لعبة رياضية. ويذكر أن المغرب هو ثالث بلد عربي يستضيف هذه المنافسات، بعد الجزائر (في نسختي 1978 و2007)ومصر عام 1991.
ونشير بأن تنظيم هذه الالعاب الافريقية بالمغرب تتزامن واحتفالات الشعب المغربي بعيد العرش وعيد الشباب وعيد ثورة الملك والشعب ، وفعلا انها ثورة ملك وشعب من اجل جعل هذه الالعاب الافريقية عرسا رياضيا افريقيا ستبرز فيها المملكة قدراتها وامكانياتها لكل الدول الافريقية عاى ان المغرب كان وما زال بلد التحدي .