عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يومه الأربعاء، اجتماعا بمقر الجامعة بالرباط، ترأسه فوزي لقجع، وتم خلاله التطرق إلى عدد من الملفات التنظيمية والتأطيرية المرتبطة بتطوير كرة القدم الوطنية، وكذا الاستعداد للاستحقاقات القارية والدولية المقبلة.
واستهل رئيس الجامعة الاجتماع بتقديم أحر التهاني وأصدق مشاعر الولاء والإخلاص إلى الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه الميامين، معبّرا باسم أعضاء المكتب المديري عن الشكر والامتنان للعناية المولوية السامية التي يوليها جلالته للرياضة الوطنية، والتي تجسدت مؤخرا في الاستقبال الملكي المتميز لأعضاء المنتخب الوطني النسوي بعد احتلاله وصافة كأس إفريقيا للأمم، وكذا الاستقبال الرسمي الذي خص به جلالته رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السيد جياني إنفانتينو.
وخلال الاجتماع، استعرض فوزي لقجع حصيلة التظاهرات القارية التي احتضنها المغرب مؤخرا، والتي همّت تنظيم كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، وكأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة الخاصة بالمنتخبات النسوية، ثم كأس إفريقيا للأمم للسيدات، مبرزًا أن المملكة المغربية تستعد بدورها لاحتضان تظاهرات كبرى خلال الأشهر والسنوات القادمة، في مقدمتها كأس العالم لأقل من 17 سنة (سيدات) المقررة في أكتوبر المقبل، وكأس إفريقيا للأمم 2025 للرجال، بالإضافة إلى كأس العالم 2030 التي ستُنظم بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وفي هذا الصدد، دعا رئيس الجامعة جميع أعضاء المكتب المديري إلى الانخراط الفعلي والمسؤول في كافة مراحل التحضير لهذه التظاهرات الكبرى، سواء خلال الإعداد أو أثناء التنظيم أو بعده، لضمان نجاحها وتعزيز صورة المملكة كوجهة رائدة في تنظيم الأحداث الرياضية العالمية، مشيدًا في الوقت ذاته بالمجهودات التي بذلتها مختلف العصب الوطنية خلال الموسم الرياضي المنصرم، رغم ما رافقه من إكراهات وصعوبات.
إثر ذلك، ناقش أعضاء المكتب المديري النقاط الواردة في جدول الأعمال، حيث تمت المصادقة على إعادة هيكلة اللجان القضائية، مع التنويه بالعمل الذي تقوم به، وتم الاتفاق على مركزية لجنتي التأديب والاستئناف، وذلك بعد تدخل السيد جمال كعواشي، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة، الذي شدد على ضرورة احترام استقلالية اللجان القضائية وتثبيت صلاحياتها ضمن الجموع العامة، مع التأكيد على أهمية الإسراع في البت في القضايا المستعجلة لضمان السير العادي للمنافسات.
كما صادق الاجتماع على مجموعة من التعديلات التي طالت قانون المنافسات، وقدّم السيد عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، عرضًا مفصلًا حول التعديلات المقترحة، والتي تضمنت تحديد شروط الصعود إلى البطولة الاحترافية، خاصة من خلال إلزام الأندية المعنية بالتوفر على ملعب للتداريب وملعب رسمي للمباريات يكونان مصادقًا عليهما وموجودين داخل نفس العمالة.
كما تمت المصادقة على إحداث نظام قانوني خاص بجامعي الكرات، يحدد واجباتهم ويقر عقوبات في حال الإخلال بها من طرف الأندية أو مسؤوليها، إضافة إلى تعديل المادتين 31 و32 من قانون المنافسات، بما يسمح للمدرب المساعد الثاني ومحلل الأداء بالتواجد على دكة البدلاء، واعتماد الورقة الرقمية للمباراة، ليصبح العدد الإجمالي للأشخاص المسموح بهم في دكة الاحتياط 19 شخصًا (9 لاعبين و10 مسؤولين رسميين).
وتم كذلك اعتماد نظام القبعات لتفادي المواجهات المباشرة بين أندية الصفوة خلال الأدوار الأولى من مسابقة كأس العرش، إلى جانب اللجوء مباشرة إلى ضربات الترجيح في حال انتهاء الوقت الأصلي من مباريات هذه المنافسة.
وصادق المكتب المديري أيضا على تعديل مدونة التأديب، وخاصة المواد 99، 100 و101، مع تشديد العقوبات المرتبطة بالغش والتزوير والتحايل، وإقرار تطبيق عقوبات من الدرجة العالية ابتداء من أول مخالفة، دون انتظار حالة العود.
كما تمت المصادقة على إحداث هيئة خاصة بافتحاص وتدقيق شروط الانخراط والأهلية داخل الأندية الرياضية، تُعنى بمراقبة ملفات الانخراط وضبطها، وتحديث اللوائح عبر منصة رقمية رسمية، بما يعزز من الشفافية والحكامة داخل البنيات الرياضية.
وفي ختام الاجتماع، دعا فوزي لقجع إلى فتح ملفات الضرائب والجبايات الخاصة بالأندية الوطنية قصد تسويتها بشكل استباقي، وتهيئة أرضية ملائمة وجذابة أمام المستثمرين، مع المصادقة على تشكيل لجنة تتولى اقتراح تصور شامل لتنظيم منتدى دولي للاستثمار الرياضي، يهدف إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجال الرياضي عبر شراكات مبتكرة ومستدامة، وفتح نقاش مؤطر حول التحديات القانونية والمالية والتدبيرية التي تواجه الأندية الوطنية.
