محمد أوبعلي
بينما تتأهب أربع منتخبات شمال إفريقيا – المغرب، الجزائر، تونس ومصر - للمشاركة في النسخة الرابعة والثلاثين لكأس الأمم الأفريقية (كان) في كوت ديفوار من 13 يناير إلى 11 فبراير، يظهر أن هذه المرة قد لا تكون مواتية بالنسبة لهم.
تاريخيًا
وبينما تتألق الأندية المغاربية في المنافسات الافريقية، تواجه منتخباتهم صعوبة في الانتصار جنوب الصحراء. وآخر من حقق هذا الإنجاز هو المنتخب المصري في عام 2010 في أنغولا. والمنتخب الوحيد بشمال إفريقيا الذي حصل على الكأس خارج حدود بلاده هو منتخبنا الوطني المغربي في عام 1976 في إثيوبيا.
من منظور الكبار
لم تترك النهائيات التي أُقيمت في إفريقيا جنوب الصحراء ذكريات جيدة في ذهن عبد السلام وادو، المدافع السابق للمنتخب الوطني، سواء في مالي عام 2002 أو في غانا ست سنوات لاحقًا، لم تتمكن أسود الأطلس من التأهل إلى الدور الثاني. وقال الفائز بالمركز الثاني في كأس أمم أفريقيا 2004، "نعم، هناك ظروف مناخية، ولكن هناك أمر آخر لا يجب نسيانه، يتعلق بشكل خاص بجودة الملاعب. ففي بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء، لا تكون جودة الملاعب دائمًا جيدة، إذ يشتهر لاعبو كرة القدم الشمال إفريقيين بمهاراتهم التقنية التي تعزز لعب الاستحواذ. ولكن عندما لا تكون أرضية الملعب في المتناول، جافة أو طول العشب طويل جدًا، يكون من المستحيل تقريبًا على اللاعب التقني استخراج كل ما لديه من مهارات".
وعلى الرغم من أن عبد السلام وادو لا يريد تقليل فرص المنتخبات الأربعة، إلا أنه أوضح بأن الفرق الأخرى تمتلك لاعبين ذوي مهارات فنية وأيضًا بدنية، وللاسف، تفتقر الفرق العربية قليلا العامل الأخير".
وفي مقابل ذلك، يعتبر الفراعنة أنفسهم استثناءً، حيث أشاد رابح ماجر، اللاعب الدولي الجزائري السابق، بأن "المنتخب المصري دائمًا ما يكون مكونًا إلى حد كبير من لاعبين يلعبون في بلادهم في أندية ممتازة مثل الزمالك والأهلي. حتى اللاعبين المصريين الذين انتقلوا إلى أوروبا، مثل محمد صلاح (ليفربول)، عمر مرموش (إينتراخت فرانكفورت)، محمد النني (أرسنال)، أو محمود حسن "تريزيجيه" (ترابزون سبور)، قد بدأوا مسيرتهم المهنية في القارة الأفريقية. مما جعلهم على دراية بالمنافسات الأفريقية وغير مستغربين عند المشاركة مع منتخباتهم".
وعلى الجانب الآخر، يتكون معظم فرق المنتخبات المغربية والجزائرية، وبشكل أقل التونسية، من لاعبين ثنائيي الجنسية الذين لم يلعبوا أبدًا في نادي بلادهم. موضحا، أن "القادمين من أوروبا، حيث يكون الطقس باردًا جدًا، يتنقلون للمشاركة في منافسة في بلد حار يبلغ 30 درجة مئوية، ومع مباريات تقام في وقت الظهيرة، وبنسبة رطوبة عالية... من الصعب جدًا التكيف في غضون أيام قليلة".
ففي كأس الأمم الأفريقية لعام 1992 في السنغال، كان المنتخب الجزائري حامل اللقب يعاني كثيرًا خلال مباراتيه في زيغونشور. وفي تلك المرة يستحضررابح ماجر، مباراته الأولى أمام ساحل العاج (0-3)، "بعد ثلاثين دقيقة، كنت أتنفس بصعوبة كبيرة، كانت لدي مشاكل في الركبتين، ولم أكن الوحيد في هذا الوضع. وفي الواقع، كنا قد خرجنا من الدور الأول".
وعلى الرغم من الصعوبات التي تنتظر تونس، يتطلع نعيم سليتي، لاعب خط الوسط في نسور قرطاج وفريق العهد القطري، إلى عكس الاتجاه الذي لوحظ منذ فوز مصر في أنغولا عام 2010. إذ قال سليتي، "الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أكثر حرصًا على جودة الملاعب، والمنتخبات مُنظمة بشكل أفضل، بحيث يتم وضع اللاعبين في أفضل ظروفهم من حيث استعدادهم للبطولات والتغذية. ننتقل مع طاهينا الشخصي، ونحمل معنا جزءًا من طعامنا الذي يأتي من تونس، لكي لا نغير عادات تغذيتنا".