قبل 23 يوما فقط من موعد انطلاق بطولة الأمم الإفريقية المقررة بالكاميرون، لا تزال الأمور غامضة بشأن استعدادات البلد المضيف، لإقامة النسخة المقبلة من البطولة.
ورغم خطاب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، المؤكد لموعد انطلاق النسخة المقبلة من "الكان" في موعدها المحدد سلفا، 9 يناير/كانون ثان المقبل، إلا أن تقارير عالمية تحدثت عن احتمالية تأجيل البطولة إلى الصيف المقبل.
وتسود حالة انقسام كبيرة داخل الغرف المغلقة للكاف، ما بين مؤيد لتأجيل الكان وآخر يرغب في إقامة البطولة بموعدها في تحدٍ واضح لوصاية جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي "فيفا"، على الاتحاد الإفريقي ومسؤوليه.
تحدي الصعوبات
أفضى آخر اجتماع للكاف مؤخرا بالكاميرون، إلى صياغة خطاب مشترك بين الاتحاد الإفريقي واللجنة المنظمة، ردا على ادعاءات التأجيل، إذ تحدث الكونغولي فيرون موسينجو أومبا، السكرتير العام للكاف، عن صعوبات جمة تعترض التنظيم.
لكنه عاد ليقول إن الكاف يثق في سلطات الكاميرون، كي تنجز ما بقي من أشغال قبل 9 يناير المقبل "حفل الافتتاح"، بالشكل المطلوب.
وأضاف "سنركب جميعا قطار التحدي وفق بروتوكول النهج الصحي المحلي. لن ننام ولن نستريح حتى نربح هذا الرهان الكبير والكاف سيوجه دعما كاملا كي لا يتم التأجيل رغم بعض النقائص ورغم الضغوطات".
نفوذ إنفانتينو
وكشف مصدر من داخل غرف صناعة القرار بالاتحاد الإفريقي، أن الكاف خضع بالفعل لضغوطات من الفيفا، من أجل تأجيل هذه النسخة لتقام صيفا، مثلما حدث في نسخة مصر 2019 لتزامنها مع مونديال الأندية بالإمارات.
إلا أن جياني إنفانتينو الذي يمسك خيوط اللعبة جيدا داخل الكاف، لا يرغب في الظهور بالصورة، ويرغب أن يأتي قرار التأجيل من اللجنة التنفيذية بالاتحاد القاري، كي يدحض الاتهامات التي تحاصره بشأن سيطرته على الكاف.
إنفانتينو بالفعل هو الحاكم بأمره داخل الكاف، حيث كان مهندس الإطاحة بعيسى حياتو الرئيس الأسبق للاتحاد الإفريقي، وتولى بنفسه تمهيد مقعد الرئيس للملجاشي أحمد أحمد، وبعدها بفترة قصيرة عاقبه السويسري وسلب منه هذا المقعد بل وحرمه من الترشح لرئاسة الكاف مرة أخرى.
رئيس الفيفا الحالي، كان أيضًا عراب صفقة الرباط الشهيرة بين المرشحين السابقين، السنغالي سانجور، الإيفواري أنوما والموريتاني أحمد ولد يحيى، من أجل حسم الانتخابات الأخيرة لمرشح واحد وهو باتريس موتسيبي.
كما تجلى نفوذ إنفانتينو داخل الكاف، بعد أن صادق الاتحاد بدون أي تفكير على مشروعه بشأن تنظيم المونديال كل عامين وإعادة الكان ليقام كل 4 سنوات والموافقة على إقامة دوري السوبر الإفريقي، الذي لم يجرؤ على التدخل لفرضه في أوروبا.
الخروج من الوصاية
وأكد مصدر أن إقامة بطولة الأمم في موعدها بالكاميرون، أصبح أكثر من مجرد قرار فني، لكنه سيكون بمثابة دليل حاسم على أن الكاف ليس لعبة بين أصابع إنفانتينو، إذ أن جميع الاتحادات القارية، صارت تنظر للكاف على أنه ملحق تابع للفيفا.
وأضاف "بل أصبح ينظر لقارة إفريقيا، على أنها حقل تجارب لرئيس الفيفا وأن رفضه مؤخرا تأجيل مونديال الأندية بالإمارات حتى نهاية الكان وحماية الأندية الأوروبية بضم محترفيها، ما هو إلا دليل على إهانته لمسؤولي الكرة الأفريقية وعدم تقديره واحترامه لها".
واستمر المصدر "لذلك أصبح تنظيم الكان بموعدها رغم هذه الصعوبات أمرا لا بد منه، كي يستعيد الكاف كرامته".
وأوضح "إقامة الكان بمشاركة 24 منتخبا، قرار خاطئ، في ظل ضعف الإمكانيات بالقارة السمراء، وعدم وجود رفاهية لدى غالبية دول القارة باستضافة هذا العدد من من المنافسين في نسخة واحدة، لذلك ستتم العودة بعد نسخة الكاميرون لنظام 16 منتخبا فقط، حال فشل تمرير مشروع إقامة الكان كل 4 سنوات".
وختم "الكاميرون نجحت في تنظيم أمم إفريقيا للمحليين بمشاركة 16 منتخبا، وهي مصرة على تنظيم النسخة الحالية للكان بشكلها المحدد سابقا، وتتحدى بقوة سياسيا وحكوميا سحب أو تأجيل التنظيم ولن تقبل بهذه الإهانة مجددا".
المصدر : كووورة