عبد العالي الرامي: رحيل فاعل جمعوي خلد اسمه في قضايا الطفولة

خيم الحزن، اليوم السبت 12 يوليوز 2025، على الأوساط الجمعوية والإعلامية والسياسية بالمغرب، عقب وفاة الناشط المدني عبد العالي الرامي بعد صراع مؤلم مع مرض السرطان. وقد أُعلنت وفاته بمصحة في الرباط، حيث كان يتلقى العلاج خلال الأسابيع الأخيرة.

الراحل، الذي اقترن اسمه لعقود بمبادرات الدفاع عن حقوق الطفل، وفعل الخير في حي يعقوب المنصور، خلّف برحيله فراغاً كبيراً في جسد المجتمع المدني المغربي، حيث يُعد من أبرز مؤسسي جمعية "منتدى الطفولة" وصاحب بصمات واضحة في قضايا الشباب والتنمية المحلية.

رسائل النعي لم تتأخر في التوافد، إذ كتب عمر مهداوي، المستشار بجماعة الرباط، على صفحته بـ"فيسبوك": "الرجل الطيب والخدوم، ابن يعقوب المنصور، يغادرنا إلى دار البقاء بعد صراع مع المرض"، في حين قال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي: "عبد العالي الرامي في ذمة الله.. الله يرحمو ويوسّع عليه".

كما عبّر الإعلامي عادل الزبيري عن حزنه العميق، قائلاً: "وداعاً عبد العالي الرامي، في أمان الله. ما نسيناك ولن ننساك. لك يا صديقي من الحب جبال، ستبقى دائمًا حيًّا في البال".

وكان الراحل قد كشف قبل أسبوعين عن حالته الصحية، من خلال منشور على "فيسبوك"، أثار حينها تعاطفاً واسعاً، حيث تحدث عن تلقيه للعلاج، ما أشعل حملة تضامنية واسعة عبّر خلالها العديد من النشطاء والفاعلين عن تمنياتهم له بالشفاء، قبل أن يخطفه المرض اليوم بهدوء مؤلم.

وعُرف الرامي بتواصله الإيجابي مع وسائل الإعلام، وبانخراطه الفعلي في العمل التطوعي، حيث لم يتردد في الدفاع عن قضايا الساكنة، والترافع عن فئات هشة، سواء عبر مبادرات ميدانية أو مداخلاته الإعلامية، التي طالما دافع فيها عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

وكان آخر ما خطّه الفقيد على صفحته الشخصية دعاءً لوالديه وموتى المسلمين، كتب فيه: "دعائي لأمي وأبي في هذا اليوم المبارك، وجميع موتى المسلمين، وادخلهم جناتك، واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، والشفاء العاجل لكل مريض."

وبغياب عبد العالي الرامي، يودّع المغرب صوتاً جمعوياً ظل وفيًّا لقضايا الوطن، وعيناً مفتوحة على معاناة الناس، رجلٌ اختار أن يخدم في صمت، وأن يرحل كما عاش: متواضعاً، مؤمناً، حاضراً في قلوب الناس، حتى بعد الغياب.