بنسعيد: البام ليس آلية انتخابية

قال المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الحزب ومنذ تأسيسه لم يكن مجرد آلية انتخابية، بل فضاء للتفكير الجماعي وتقديم حلول حقيقية للإشكالات التي يعاني منها المواطن المغربي، مشددًا على أن هذا التوجه ظل حاضراً منذ تأسيس حركة "من أجل الديمقراطيين" إلى اليوم.

وأوضح بنسعيد، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للجامعة الربيعية للحزب بالجامعة الدولية للرباط، أن هذه اللقاءات ليست شكلية، بل تُمثل مناسبة لتبادل الآراء وصياغة مقترحات عملية تُترجم لاحقاً إلى حلول ضمن السياسات العمومية، مؤكداً أن جواز الشباب، على سبيل المثال، انبثق من نقاشات داخل الحزب وشبيبته.

وأضاف أن "حزب الأصالة والمعاصرة كان سبّاقًا إلى طرح قضايا مركزية مثل الجهوية الموسعة منذ سنة 2009، كما كان من المدافعين الأوائل عن تطوير مدونة الأسرة وتوسيع الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يعكس – حسب تعبيره – التزام الحزب الدائم بقضايا المغاربة ومقاربتهم من منظور العدالة المجالية والاجتماعية".

وتابع بنسعيد قائلاً: "في حزبنا، نرفض اختزال السياسة في موعد انتخابي فقط. هدفنا هو فهم التحديات، ومواجهتها، ومواكبة الانتظارات، سواء في الحكومة أو المعارضة، ومن خلال لقاءات مثل هذه نصوغ رؤية مستقبلية واضحة".

كما أشار إلى أن تبني الحزب لمرجعية الديمقراطية الاجتماعية والانخراط في التيار الوسطي المعتدل يعكس وعيه بالتحولات العالمية وحرصه على ملاءمة هذا التوجه مع الخصوصية المغربية.

وفي حديثه عن رهانات المستقبل، أبرز بنسعيد أن "تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 يجب أن يُنظر إليه خارج الإطار الرياضي"، داعياً إلى "التفكير فيما بعد هذا الموعد الهام، واستثمار الدينامية الاقتصادية المرتبطة به، خصوصاً في العالم القروي والمدن الصغرى، بشكل يضمن استمرارية التنمية بعد نهاية التظاهرة".

كما أكد أن "المغرب مقبل على تحديات كبرى، وأن الحزب مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوفير بدائل حقيقية، مستثمراً حضور الشباب، وخبرة أطره وخبرائه، لخدمة المواطن المغربي، مشدداً على أن “من يطالب بحقه يجب أن نجد له جواباً، وأن نتحمل المسؤولية كاملة، لأننا جزء من الحكومة وندير جهات كبرى في المملكة".