أفادت مصادر خاصة لموقع "بلبريس" أن وحدة إنتاج شركة "سيوز K2" بالقنيطرة شهدت حالة من الهلع في صفوف العاملات، بعد تعرض عدد كبير منهن لحادث اختناق جماعي خطير.
وأشارت المصادر إلى أن الحادث نتج عن تسرب غاز، بدأ تأثيره يظهر منذ مساء أمس واستمر حتى صباح اليوم، وسط اتهامات لإدارة الشركة بـ "تجاهل تام" لوضع العاملات ورفضها نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ووفقًا للمعلومات التي توصلت بها "بلبريس" من إفادات متطابقة من داخل الوحدة الصناعية، فإن أولى حالات الاختناق بدأت في الظهور في وقت متأخر من مساء البارحة.
وأكدت المصادر أنه تم نقل أكثر من 144 عاملًا وعاملة إلى مستشفى الزموري بالقنيطرة، قبل أن يتفاقم الوضع بشكل مقلق صباح اليوم مع تسجيل حالات اختناق جديدة، مما أثار مخاوف جدية من وقوع كارثة صحية داخل المؤسسة.
وفي رسالة مؤثرة وموجعة تلقتها "بلبريس"، استنجدت إحدى العاملات المتضررات من الاختناق والمنع من الخروج ’’مخلاوناش نخرجو والبنات مخنوقات’’. هذه الكلمات القليلة، بحسب "بلبريس"، تختزل حجم المعاناة والإهمال الذي تواجهه العاملات في صمت، والخوف الذي يسيطر عليهن.
وتشير إفادات من داخل الوحدة الصناعية، حصلت عليها "بلبريس"، إلى أنه رغم خطورة الوضع وتزايد أعداد المصابات، قابلت إدارة الشركة الأمر بما وصفته المصادر بـ "اللامبالاة المطلقة"، حيث رفضت توفير النقل الطبي اللازم أو حتى استدعاء سيارة إسعاف لنقل الحالات الحرجة. هذا التجاهل، وفقًا لما ورد لـ"بلبريس"، هو ما دفع العاملات إلى كسر حاجز الصمت والاستنجاد بوسائل الإعلام لكشف ما يتعرضن له.
وقد فجّرت هذه الحادثة، كما رصدت "بلبريس"، موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات الواقعة، ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذا الإهمال الجسيم. كما شدد المعلقون على ضرورة ضمان ظروف عمل إنسانية وآمنة تحفظ كرامة العاملات وسلامتهن الصحية في جميع الوحدات الإنتاجية.