تنتشر ممارسات الشعوذة بشكل مثير للقلق في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في ليلة القدر، حيث تلجأ بعض النساء إلى محلات العطارين لشراء وصفات سحرية بهدف التأثير على أزواجهن أو حل مشاكلهن العاطفية والأسرية.
يرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الظاهرة تنبع من الخوف من المجهول والشعور بالعجز أمام التحديات الحياتية. فالنساء اللواتي يمارسن هذه الطقوس يعتقدن أن ليلة القدر فرصة سانحة لتحقيق رغباتهن بطرق غير مشروعة، معتمدات على قناعات إيمانية ضحلة تتعلق باستجابة الدعاء في هذه الليلة المباركة.
تعد هذه الممارسات انعكاسًا واضحًا للأمراض الاجتماعية التي تنخر في المجتمعات الإسلامية. فهي تتجلى في غياب الوعي، واتباع الظنون التي تفتقر إلى أي أساس علمي أو شرعي، والرغبة في الهروب من مواجهة المشكلات بالطرق السليمة. يلجأ البعض إلى هذه الممارسات كوسيلة للانتقام أو التحكم في الآخرين، متجاهلين القيم الأخلاقية والدينية السامية.
يكمن جوهر مشكل الشعوذة في الجهل وضعف الوازع الديني، حيث تتحول ليلة القدر - وهي ليلة عبادة وروحانية - إلى فرصة للبحث عن حلول سحرية زائفة بدلاً من اللجوء إلى الدعاء والعمل الصالح. فبدلاً من التقرب إلى الله وطلب التوفيق والهداية، يسعى هؤلاء الأفراد إلى طرق ملتوية للتأثير على مصائر الآخرين.
يتطلب التصدي لهذه الظاهرة تضافر جهود التوعية الدينية والاجتماعية، وتعزيز الوعي بالقيم الإسلامية الصحيحة، ومساعدة الأفراد على مواجهة تحدياتهم بالطرق المشروعة والعقلانية. فالحل يكمن في نشر العلم والمعرفة الصحيحة، وتعميق الفهم الروحي الحقيقي للعبادة والتوكل على الله، بعيدًا عن الخرافات والممارسات الضالة التي تبتعد عن جوهر الدين الإسلامي السمح.