دوواوير في خريبكة يطوقها العطش ومنتخبون في قفص الاتهام
كشفت وثيقة موثقة تفاصيل صادمة عن عملية توزيع غير عادل للأثقاب المائية في إقليم خريبكة، حيث تم توجيه موارد مشروع التزود المائي لخدمة مصالح رؤساء الجماعات المحلية على حساب احتياجات السكان.
رصدت التحقيقات أن وكالة الحوض المائي أبي رقراق الشاوية خصصت أربعة أثقاب مائية لجماعة "الكفاف"، لكن السكان لم يستفيدوا سوى من بئرين فقط. وتم توجيه البئر الثالث مباشرة إلى أراضي ضيعة الرئيس البعيدة عن التجمعات السكانية.
وزاد الطين بلة تخصيص البئر الرابع في المعقل الانتخابي للرئيس، بالقرب من مكتبه الانتخابي، بحسب ما أفادت الصباح، في محاولة واضحة للتلاعب بمشروع مُمول من وزارة التجهيز والماء بهدف توفير المياه الصالحة للشرب.
وصلت التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 6 ملايين درهم، حيث أنجز الحوض المائي قرابة 100 ثقب مائي بصبيب 112 لترا في الثانية، منها 46 ثقبًا إيجابيًا. واستفاد إقليم خريبكة من 19 ثقبًا مائيًا، 12 منها إيجابية بصبيب إجمالي بلغ 28 لترا في الثانية.
واشتكى السكان من المعاملة القاسية للسلطات المحلية، حيث اضطر بعضهم للانسحاب من جلسات الشكوى خوفًا من بطش السلطة والتواطؤ مع المنتخبين.
يأتي هذا التلاعب في ظل معاناة المنطقة من جفاف مستمر لخمس سنوات متتالية، مما يجعل قضية المياه مسألة حيوية وإنسانية.
وفرضت دورية مشتركة بين وزارتي الداخلية والتجهيز والماء آلية لتتبع توزيع الأثقاب المائية، لكن يبدو أن هذه الآلية لم تمنع التجاوزات.