الطبيب االمغربي زهير الهنا: لا يمكن أن أضيع أي فرصة للعودة إلى غزة

قال الطبيب المغربي زهير لهنا ، إنه لا يمكن أن يضيع أي فرصة للعودة إلى غزة، بعد أن تم الاتصال به لتشكيل مجموعة لجراحة النساء والولادة من أجل غزة.

وذكر لهنا في تدوينة نشرها عبر حسابه على فيسبوك، الأحد 16 يونيو 2024، أنه استقل الطائرة اليوم في اتجاه الأردن، ومن ثم إلى غزة مرة أخرى، بعد أن أمضى فيها شهرا من قبل.

واسترسل: “وذلك رغم التعب الجسدي والنفسي من الرحلة الماضية، واستحضار الأجواء الصعبة في غزة، من مباني مدمرة وأجساد ممزقة وأرواح بريئة فاضت إلى بارئها.. هذا الاستحضار للذاكرة يصيبني بالأسى مرة وبالتعب النفسي مرة أخرى”.

لكن، يردف زهير الهنا ، لا مجال لنسيان أي شيء أو الانشغال عما يقع يوميا هناك، لأن الحرب لم تضع أوزارها ومازال الناس يعانون ويتجرعون أشد أنواع التهجير والتنكيل والموت.
وبعد عودته من رحلته السابقة إلى غزة، قال الهنا إن ما يجري بالقطاع “سيظل وصمة عار على جبين العالم أجمع، وسينتج آثار لا يعلمها إلا الله”.

وأضاف لهنا، “مر شهر بسرعة، وشعرت في الأيام الأخيرة أنني لم أفعل الشيء الكثير، ولا زال لدي أشياء لم أفعلها، وهي تتحدى الواجب الطبي”.

وأردف: “أهل غزة بحاجة لكل شيء من الأكل والمأوى والملابس، ناهيك عن احتياجهم للماء والاستحمام وحليب الرضع وحفاظات للصغار”.

وتابع لهنا: “لا أستطيع أن أصف لكم شعوري وأنا في فندق بالعاصمة المصرية القاهرة في أمان، لا أسمع أزيز الطائرة بدون طيار ولا ذوات القصف (الطائرات الحربية)، ولا أحس أنه من الممكن أن تقصف سيارة الإسعاف التي تنقلني يوميا بين المستشفيات، وأن تقصف سيارة أو رجل بجانبي وأكون ضحية مباشرة أو غير مباشرة”.

واعتبر أنه “لا يمكن وصف معنى الأمان لمن لم يعش الرعب والخوف”، لافتا إلى أنه يكتب هاته الكلمات وينتابه “شعور بالأسى والتقصير، ويتعصر قلبه وتغمره أحاسيس مختلفة يصعب عليه التعبير عنها”.

وأضاف : “منذ 25 سنة، وأنا أجوب أماكن النزاعات والحروب، لكن ما يعيشه الناس في غزة أسوء ما عايشته، هذا ونحن لم نتمكن من الذهاب إلى شمالي القطاع”.
ولهنا، يعمل متطوعا ولقب بـ”طبيب الفقراء”، وسبق أن سافر إلى سوريا في 2014، وإلى قطاع غزة أكثر من مرة، وإلى أفغانستان خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم القاعدة في 2001، وساعد مرضى في أكثر من أربع دول إفريقية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”، للمرة الأولى منذ تأسيسها.