في واحدة من أكثر الليالي قسوة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، عاد شرق غزة ليبدو كساحة حرب مفتوحة فالقذائف الإسرائيلية لم تهدأ، والسماء اشتعلت بضوء الانفجارات، في حين عاش السكان ليلة عصيبة دفعت موجة جديدة من الأهالي إلى النزوح.
وتحت العتمة وبين دوي القصف، سارت العائلات نحو غرب القطاع بلا متاع ولا أغطية، تحمل أطفالا يرتجفون من الخوف والبرد.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة محمود البصل عبر صفحته على فيسبوك إن “الحرب ما زالت مستمرة، والقتل لا يتوقف”، مشيرا إلى أن القصف المدفعي الإسرائيلي يستهدف منطقة التفاح، خصوصًا محيط السنافور، بشكل مباشر ومتكرر منذ يومين، رغم بعدها عن الخط الأصفر.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فجرت قوات الاحتلال روبوتا مفخخا في محيط منطقة السنافور بحي التفاح شرق غزة، بالتزامن مع سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي على الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ليلة تعيد مشاهد الحرب
وتظهر المقاطع التي وثقها صحفيون ونشطاء وصول عدد من الإصابات إلى المستشفيات بعد استهدافات عدة طالت مناطق مختلفة شرق غزة، بينها قصف مدفعي أصاب مركز إيواء في حي الدرج، مما أسفر عن إصابات جلها من النساء والأطفال.
ووصف نشطاء ما يجري في شرق غزة بأنه “ليلة حرب كاملة”، مؤكدين أن دوي إطلاق النار والانفجارات كان يسمع بوضوح حتى وسط المدينة.
وشددوا على أن تسليط الضوء على هذا العدوان لا يقل أهمية عن التغطيات الصحفية الواسعة التي شهدها القطاع خلال الحرب.
وأشار آخرون إلى أن الأحداث تجري “في عتمة كاملة”، بلا تغطية إعلامية قادرة على كشف حجم ما وصفوه بـ”المحرقة المستمرة”، مع استمرار القصف المدفعي على المناطق الملاصقة للخط الأصفر شمال وشرق المدينة.
وأكدوا أن محيط مفترق السنافور تحول إلى ساحة حرب بعد اشتداد النيران والقصف بمختلف أنواع الأسلحة، رغم أن المنطقة مكتظة بالمدنيين.
محو أحياء كاملة
وقال مدونون إن “كل شيء يُمحى للحظة: بيوت وملامح أحياء كاملة”، في وقت وصفوا فيه الليلة بأنها “هيستيرية لا يشبهها وصف”، مع استمرار القصف بشكل متواصل.
وكتب أحد النشطاء موثقًا المشهد: “شرق غزة يتحول إلى ساحة حرب مفتوحة، أصوات القذائف لا تهدأ، وليلة صعبة تعصف بالأهالي وتتسبب بموجة نزوح جديدة. الذين رأيتهم يسيرون نحو غرب غزة كانوا يمشون تحت العتمة والقصف بلا متاع ولا أغطية، سوى خوف ينعكس في عيون أطفالهم”.
وأضاف ناشط آخر: “هذه واحدة من أصعب الليالي التي مرت على شرق غزة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار”.
واختتم مدونون بتساؤلات حول جدوى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدين أن القصف والاستهدافات لم تتوقف، وأن المواطنين يواجهون يوميًا موجات جديدة من الهجمات رغم الإعلان عن الهدوء المفترض.
وتواصل إسرائيل خروقاتها لوقف إطلاق النار الذي وقعته مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث ارتكبت منذ 10 أكتوبر الماضي، نحو 591 خرقا، وقتلت أكثر من 357 فلسطينيا وأصابت 903 آخرين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
المصدر: الجزيرة