أمطار مراكش تكشف هشاشة البنية التحتية لمطار المنارة.. من المسؤول ؟

شهد مطار مراكش المنارة، أحد أهم المطارات في المغرب والبوابة الرئيسية للسياحة في المدينة الحمراء، حادثة مثيرة للجدل كشفت عن ضعف بنيته التحتية. ففي مساء يوم الأحد 13 أكتوبر 2024، تعرضت مدينة مراكش لأمطار غزيرة أدت إلى تسرب المياه بشكل كبير داخل مبنى المطار، مما خلق حالة من الفوضى والاستياء بين المسافرين والسياح الأجانب.

هذه الحادثة، التي وثقتها صور ومقاطع فيديو انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت مشهداً مؤسفاً لمياه الأمطار تتساقط من سقف المطار وتغمر أجزاء من أرضيته، مما أثار تساؤلات جدية حول جودة البناء وكفاءة أنظمة تصريف المياه في منشأة حيوية كهذه.

في محاولة للرد على هذه الفضيحة، أصدر المكتب الوطني للمطارات بياناً رسمياً حاول من خلاله تبرير ما حدث. وقد جاء في البيان أن مراكش وضواحيها شهدت "تساقطات مطرية غير مسبوقة"، حيث هطلت كمية من الأمطار بلغت 25 ملم في غضون 15 دقيقة فقط. وأضاف البيان أن هذه الكمية من الأمطار "تجاوزت الطاقة الاستيعابية القصوى لأنظمة تصريف مياه الأمطار"، مما أدى إلى تضرر بعض القنوات وحدوث تسربات متفاوتة القوة في بعض مناطق المحطة الجوية.

لكن هذا التبرير لم يلق قبولاً لدى الكثيرين، الذين اعتبروا أن مطاراً دولياً بحجم وأهمية مطار مراكش المنارة يجب أن يكون مجهزاً للتعامل مع مثل هذه الظروف المناخية. فالمغرب، وخاصة منطقة مراكش، معروف بأنه يشهد أحياناً أمطاراً غزيرة، وكان من المفترض أن تؤخذ هذه الحقيقة في الاعتبار عند تصميم وبناء المطار.

ما زاد من حدة الانتقادات هو محاولة المكتب الوطني للمطارات التقليل من حجم المشكلة، حيث ادعى في بيانه أن هذه التساقطات المطرية "لم يكن لها تأثير كبير على حركة النقل الجوي"، وأن "المنشآت المطارية وتجهيزات الملاحة الجوية بمطار مراكش تعمل بشكل طبيعي". هذه التصريحات بدت متناقضة مع الصور والفيديوهات التي أظهرت حالة من الفوضى والارتباك داخل المطار.

إن هذه الحادثة تثير تساؤلات جدية حول جودة البناء والصيانة في المرافق العامة الحيوية بالمغرب. فبدلاً من الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية في البنية التحتية للمطار والعمل على حلها، لجأ المسؤولون إلى تبريرات تتعلق بالظروف المناخية الاستثنائية. هذا النهج في التعامل مع الأزمات يثير القلق ويدعو إلى ضرورة المحاسبة والشفافية في إدارة المرافق العامة.

من الواضح أن هناك حاجة ملحة لمراجعة شاملة للبنية التحتية في مطار مراكش المنارة، وربما في مطارات مغربية أخرى أيضاً. يجب أن تشمل هذه المراجعة فحصاً دقيقاً لجودة البناء، وكفاءة أنظمة تصريف المياه، وخطط الطوارئ للتعامل مع الظروف المناخية القاسية.

كما يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن أي تقصير أو إهمال أدى إلى هذا الوضع.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.