الأزمات تنتظر المغرب والدبلوماسية أمام الاختبار

كشف مصدر حكومي في حديث مع "بلبريس" بأن المغرب تنتظره صعوبات كبيرة ومختلفة بحكم الصراع المتواصل بالشرق الأوسط، وكذا بداية التغيير الجذري في الخريطة السياسية، والحزبية بأغلب دول الاتحاد الأوربي خاصة فرنسا.

ووفق المصدر ذاته، ستكون الديبلوماسية الخارجية للمملكة على محك حقيقي بفعل التغير المفاجئ، وتحول مواقف الدول المؤثرة دوليا بفعل التغير المتواصل للأحزاب التي تصل إلى مراكز القرار، حيث شهدت أوربا خلال الأيام الأخيرة الإنتخابات الخاصة بعضوية البرلمان الأوربي الذي يتحكم في السياسة الخارجية للإتحاد وكذا الإتفاقيات المبرمة بين القارة العجوز وباقي دول المعمور.

المصدر ذاته، شدد على أن النتائج قبل النهائية تؤكد سقوط جميع الأحزاب المعروفة تاريخيا كالاشتراكية، أو العمالية وتراجعها لصالح الأحزاب المتطرفة سواء اليمينية منها أو اليسارية، حيث أظهرت النتائج تقدم كتلة اليمين المتطرف على تحالف "أوروبا الأمم والحرية" الذي يضمّ حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبان، وحزب الرابطة بزعامة سالفيني، وتحالف "أوروبا من أجل الحرية والديمقراطية المباشرة" الذي يضم "حركة خمس نجوم" الشعبوية (وهي شريك لحزب الرابطة بالحكومة الإيطالية) وحزب "بريكست" البريطاني المنادي بالخروج من الاتحاد الأوروبي بزعامة نايجل فراج.

وأفاد المصدر ذاته، بأن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس بأحسن حال من الضفة الشمالية لأوربا، حيث تعيش بلدانه على وقع صراعات وحروب خاصة في اليمن وسوريا وليبيا، وهي نفس الصراعات المرشح انتقالها للدول المجاورة بفعل تواصل الثورات العربية والقوى المضادة للشعوب التي تريد "اشتعال فوضى خلاقة" للسيطرة على ثروات الشعوب وإحكام السيطرة عليها بواسطة انظمة ديكتاتورية أو عسكرية.

وأوضح المصدر ذاته، بأن التغيرات الدولية والإقليمية شديدة وبالغة الصعوبة وقد تكون لها نتائج مستقبيلة كارثية على المملكة المغربية، حيث تبقى النجاحات الدبلوماسية للمغرب بإفريقيا بفعل الزيارات المكوكية للملك محمد السادس لأدغال إفريقيا والتي مكنت البلاد من العودة الى الحضن الإفريقي الخصب.

المصدر ذاته، أكد بأن الدبلوماسية الخارجية للمغرب مدعوة أكثر من أي مناسبة سابقة إلى مضاعفة الجهود لمسايرة التغيرات الدولية، حيث تشير اخر المعطيات بأن تفاعل المؤسسات المعنية بمسايرة وتنشيط السياسة الخارجية للمملكة تماشيا والإنجازات التي حققتها المبادرات الملكية، خاصة ووجود صراعات كبيرة بين مسؤولين حكوميين ووزير الخارجية ناصر بوريطة، خاصة من قبل وزراء بحزب العدالة والتنمية الذين لم ينسوا بعد دور المسؤول الدبلوماسي في الازمة التي أطاحت بسعد الدين العثماني بالكويت إبان تقلده لمنصب وزارة الخارجية.