انتهاك دبلوماسي خطير: نيران إسرائيلية تستهدف وفداً دولياً يضم السفير المغربي قرب جنين

في تصعيد خطير ومقلق، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، نيرانها الحية بشكل مباشر وكثيف باتجاه وفد دبلوماسي رفيع المستوى، كان من بين أعضائه السفير المغربي لدى فلسطين، السيد عبد الرحيم مزيان. وقع هذا الاعتداء الصارخ أثناء تواجد الوفد عند مدخل مخيم جنين بالضفة الغربية، حيث كان يسعى للاطلاع عن كثب على الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان المخيم.

ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن الجنود الإسرائيليين المتمركزين قرب البوابة الحديدية التي أقامها الاحتلال على المدخل الشرقي للمخيم، هم من بادروا بإطلاق الرصاص الحي تجاه الوفد ومجموعة من الصحفيين المرافقين، في تجاهل تام للحصانة الدبلوماسية ولطبيعة مهمة الوفد.

وكان الوفد الدبلوماسي، الذي ضم سفراء وممثلين عن دول عربية وأجنبية، قد زار في وقت سابق من صباح اليوم مقر محافظة جنين. وهناك، التقى الوفد بمحافظ جنين الذي قدم شرحاً مفصلاً حول تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على المدينة والمخيم، متطرقاً إلى الوضع الاقتصادي المتدهور، والخسائر الفادحة في القطاع التجاري، وحجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية. كما سلط الضوء على معاناة حوالي 22 ألف نازح فلسطيني أجبرهم الاحتلال على مغادرة منازلهم في المخيم، تاركين وراءهم كل ما يملكون.

من جانبها، سارعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى التعبير عن إدانتها الشديدة لهذا الاستهداف المتعمد. وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن "هذا العمل العدواني يشكل خرقاً فاضحاً وجسيماً لأحكام القانون الدولي، وانتهاكاً سافراً لأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية التي كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تشدد على ضرورة توفير الحماية والحصانة للبعثات والوفود الدبلوماسية". ويأتي هذا الحادث ليزيد من التوتر في المنطقة، ويكشف مجدداً عن الممارسات الإسرائيلية التي تتجاوز كافة الأعراف والقوانين الدولية.