كواليس الانتخاب في مؤتمر "البيجيدي"..بنكيران: "لو بُثّت الجلسة لانتهت حملة 2026"

 

أعطى عبد الإله بنكيران، الأمين العام المُنتخب حديثاً لحزب العدالة والتنمية، لمحةً نادرةً عن الكواليس السرية لاختيار الأمانة العامة، معتبراً أن بثّ تلك المناقشات علناً كان سيقضي مبكراً على المنافسة الانتخابية لـ2026. جاء ذلك خلال كلمته بعد فوزه الساحق برئاسة الحزب، متقدّماً على منافسيه إدريس الأزمي وعبد الله بوانو.

بسخريةٍ ممزوجةٍ بالثقة، أشاد بنكيران بمستوى النقاش الذي دار خلف الأبواب المغلقة لمدة خمس ساعات، واصفاً مداخلة بوانو بأنها "مرافعة عظيمة كادت تقلب كل الموازين"، قبل أن يضيف مازحاً: "لكن الله سلّم الأخ الأزمي من مكر التاريخ... وسلّم معه سي عبد الله، وكلّفني أنا... ها أنا مُكلّف من جديد".

وفي رسالةٍ غير مباشرةٍ لخصومه داخل الحزب وخارجه، كشف بنكيران عن رغبته السابقة في بثّ جلسة التداول السري على الهواء مباشرةً، قائلاً: "كنت أتمنى أن تُرسَل هذه الجلسة للعموم... لو فعلنا ذلك، لانتهت الحملة الانتخابية لـ2026". وأضاف موحياً بإمكانية الكشف لاحقاً عن تفاصيل الجلسة: "سنرى... ربما يهدي الله هؤلاء الإخوة لنشرها للمواطنين".

وعن تجربته الشخصية خلال التصويت، اعترف زعيم "البيجيدي" بأن العملية علّمته التواضع رغم ما يُوصف به من "غرور"، متهكّماً: "سي جامع (أحد الأعضاء) سألني إن كنت سأتحدّث، فأجبته: لن أتكلّم... في النهاية، إن أعجبهم مبارك مسعود (مرشح سابق) فبها، وإلا فليصبحهم الله على خير".

وختم بنكيران كلمته بمزجٍ بين الفرح والتحدّي، قائلاً للمؤتمرين: "ستقولون إن عبد الإله بنكيران فرحان... طبعاً أنا فرحٌ قليلاً، فأنا إنسانٌ ضعيف... لكن المسؤولية تحمل في طياتها الحزن والخوف، فهي كحمل جبلٍ ثقيل... مع ذلك، هي فرصةٌ لأن يكتب الله لنا خيراً لا يخطر على بال".

يُذكر أن المؤتمر التاسع للحزب أسفر عن فوز بنكيران بـ974 صوتاً (69.4%)، فيما حلّ الأزمي ثانياً بـ374 صوتاً، ثم بوانو بـ42 صوتاً فقط.