في تحليل إخباري نشرته وكالة يوروبا بريس امس، تم التطرق إلى الآثار المحتملة لعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على الوضع في منطقة المغرب العربي وإسبانيا.
فبحسب التحليل، فإن هذه العودة ستعزز من موقف المغرب وتجعله أكثر جرأة في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية.
دعم ترامب للقضية المغربية يرى التحليل أنه أكسب المغرب مزيد من الدعم الدولي لسيادته على الصحراء سيكون من أبرز نتائج عودة ترامب. فقبل مغادرته البيت الأبيض بشهر واحد في ديسمبر 2020، قام ترامب بتغريدة على تويتر أكد فيها أن خطة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب في عام 2007 "هي الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للسلام والازدهار"، مضيفاً أن "المغرب اعترف بالولايات المتحدة عام 1777. ولذلك، من المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية".
وقد أدت هذه التصريحات إلى دعم إسبانيا لخطة الحكم الذاتي المغربية في مارس 2022، والتي وصفتها بأنها "الأساس الأكثر جدية وذات مصداقية وواقعية" للحل. كما فعلت فرنسا الشيء نفسه في يوليو الماضي، حيث قالت إن "الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الذي يجب أن تحل فيه هذه القضية".
تأثير عودة ترامب على المغرب وإسبانيا
يرى التحليل أن عودة ترامب قد تدفع المغرب إلى "زيادة الضغط على إسبانيا للقيام بأشياء مماثلة" في اتجاه الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء. فقد وعدت الولايات المتحدة في السابق بفتح قنصلية في مدينة الداخلة، وقام السفير الأمريكي بزيارة المدينة للبدء في هذه العملية. إلا أن وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة أدى إلى توقف هذه الخطط، على الرغم من استمرار الاعتراف بمغربية الصحراء.
ويعتقد الخبراء أنه من المحتمل جداً أن يقوم ترامب بإحياء هذا المشروع إذا عاد إلى البيت الأبيض، وهو ما قد يدفع المغرب إلى "زيادة الضغط على إسبانيا للقيام بأشياء مماثلة"، على حد تعبير إدوارد سولير، أستاذ العلاقات الدولية في ¨جامعة برشلونة المستقلة
في المقابل، يحذر التحليل من أن هذا الدعم الأمريكي للمغرب قد ينطوي على "خطر أكبر" بالنسبة لإسبانيا. فحقيقة أن ترامب يدعم المغرب يمكن أن يدفع الرباط الى طلب المزيد على حد تعبير. سولير.
التنافس المغربي - الجزائري
كما يشير التحليل إلى أن عودة ترامب قد تؤدي إلى زيادة التوتر والتنافس بين المغرب والجزائر، مما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين البلدين. فإذا استمر ترامب في مبادرته للمصالحة بين الدول العربية وإسرائيل في إطار اتفاقات "أبراهام"، والتي انضم إليها المغرب، فقد تشعر الجزائر "بالتهديد قليلا" وحتى "بالحصار".
ويؤكد الخبراء أن هذا الأمر قد يشكل "تحديا إضافيا" بالنسبة لإسبانيا في حالة نشوء توتر جديد بين المغرب والجزائر، مثل الذي شهدته سبتة في عام 2021. فالمواجهة المباشرة بين الجارين المتنافسين على الهيمنة في المنطقة قد تؤثر سلبًا على إسبانيا.
ويشير إلى أن الجزائر قد تشعر "بالنقص" وترى أن "الوقت قد حان لإيقاف المغرب"، مما قد يؤدي إلى "تنافس أكبر" بينهما. ويؤكد أنه "عندما يكون البلدان متوازنين يكون هناك المزيد من الاستقرار"، في إشارة إلى أن هذا التوتر قد يكون له انعكاسات سلبية على الوضع الأمني في المنطقة.
على الرغم من هذه المخاوف، لا يعتقد الخبراء أن الرباط والجزائر، اللتين لم تقيما علاقات دبلوماسية منذ غشت 2021، مهتمتان بالمواجهة المباشرة في الوقت الحالي. ففي حين يؤكدون أنه "لا يمكن معرفة ذلك بالتأكيد"، فإنهم يعتقدون أن البلدين غير مهتمين بخوض مواجهة مباشرة.
وفي الختام، يشير لورانس ثيو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كومبلوتنسي بمدريد إلى أن الدبلوماسية المغربية تتميز بأنها "ذكية وتعرف كيف ترى الوضع"، مما قد يعني أن المغرب سيحاول الاستفادة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض بطريقة محسوبة ودون المغامرة بعلاقاته الإقليمية والدولية.
وخلص التحليل إلى أن بقاء ناصر بوريطة على رأس وزارة الخارجية المغربية، والذي سبق أن شغل هذا المنصب في ولاية ترامب السابقة، قد يضمن "عنصر الاستمرارية في العلاقات الشخصية" بين البلدين.