رؤساء‭ ‬جماعات‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬"التبزنيس".. والداخلية تدخل على الخط !

وجد‭ ‬رؤساء‭ ‬جماعات‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬كبيرة،‭ ‬بعدما‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ “‬العربون‭” ‬عبارة‭ ‬عن‭ “‬تسبيقات‭” ‬وصلت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬درهم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توظيف‭ ‬عاطلين‭.‬

ووجد‭ ‬رئيس‭ ‬جماعة‭ ‬معروف‭ ‬بإقليم‭ ‬القنيطرة‭ ‬نفسه،‭ ‬أخيرا،‭ ‬وسط‭ ‬فضيحة،‭ ‬عندما‭ ‬توجهت‭ ‬قريبة‭ ‬مستشار‭ ‬جماعي‭ ‬إلى‭ ‬منزله،‭ ‬وخيرته‭ ‬بين‭ ‬إرجاع‭ ‬نقودها‭ ‬التي‭ ‬تساوي‭ ‬الملايين،‭ ‬وهي‭ ‬نقود‭ ‬دفعتها‭ ‬له‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬منصب‭ ‬شغل،‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭.‬

ويرفض‭ ‬عاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬ضحايا‭ ‬رؤساء‭ ‬جماعات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأقاليم،‭ ‬البوح‭ ‬بما‭ ‬تعرضوا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬نصب‭ ‬واحتيال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ “‬منتخبين‭ ‬كبار‭”‬،‭ ‬باعوا‭ ‬المناصب‭ ‬المالية‭ ‬الشاغرة،‭ ‬وحصلوا‭ ‬على‭ ‬ثمنها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تؤشر‭ ‬عليها‭ ‬المصالح‭ ‬الوصية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭.‬

وتراجعت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬بالجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬بعدما‭ ‬ظلت‭ ‬معتقلة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ “‬البيع‭ ‬والشراء‭” ‬وتبادل‭ ‬المناصب،‭ ‬بين‭ ‬رؤساء‭ ‬جماعات،‭ ‬حولوها‭ ‬إلى‭ ‬تجارة‭ ‬مربحة، وفقا لما أوردته جريدة "الصباح"‭.‬

وترفض‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬مئات‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغرة‭ ‬بالجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تمويلاتها‭ ‬المالية‭ ‬متوفرة،‭ ‬بسبب‭ “‬بيعها‭” ‬مسبقا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رؤساء‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬لهم‭ ‬سوى‭ “‬التبزنيس‭” ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬المالية‭ ‬الشاغرة،‭ ‬بعدما‭ ‬انتهوا‭ ‬من‭ ‬أكل‭ ‬غلة‭ ‬صفقات‭ ‬الأزبال‭ ‬والتأهيل‭ ‬الحضري‭.‬

ويأمل‭ ‬العاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬حلا‭ ‬لهذا‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغرة،‭ ‬وتشرع‭ ‬في‭ ‬تسويقها،‭ ‬وفق‭ ‬طريقة‭ ‬جديدة،‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬حكامة‭ ‬وشفافية‭ ‬ونزاهة،‭ ‬وألا‭ ‬تبقى‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬المتاجرة‭ ‬فيها‭.‬

ويروج‭ ‬في‭ ‬كواليس‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬التباري‭ ‬على‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل،‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الميزانيات‭ ‬السنوية‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬ستكون‭ ‬بدايتها‭ ‬من‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لتتبعها‭ ‬باقي‭ ‬الجماعات،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬فرصة‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬بعض‭ “‬كبار‭ ‬المنتخبين‭”‬،‭ ‬للاغتناء‭ ‬و‭”‬التبزنيس‭”‬،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬شروطا‭ ‬صارمة،‭ ‬تكون‭ ‬مقرونة‭ ‬بالعقاب‭ ‬والحساب‭.‬

وداوم‭ ‬برلمانيون‭ ‬يرأسون‭ ‬جماعات‭ ‬ترابية،‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬الداخلية،‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬مشكل‭ ‬حرمان‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬التوظيف‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬المناصب‭ ‬المالية،‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية،‭ ‬القاضي‭ ‬بتعليق‭ ‬جميع‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنتخبة،‭ ‬تجنبا‭ ‬للتلاعب‭ ‬فيها،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬بورصة‭ ‬خاضعة‭ ‬للبيع‭ ‬والشراء‭.‬

وتأكد‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬القاضي‭ ‬بتعليق‭ ‬مباريات‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الترابية،‭ ‬كان‭ ‬صائبا،‭ ‬لأن‭ ‬سيل‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تتوصل‭ ‬بها‭ ‬الإدارة‭ ‬المركزية‭ ‬للوزارة‭ ‬الوصية،‭ ‬يؤكد‭ ‬بالحجة‭ ‬والدليل،‭ ‬انخراط‭ ‬رؤساء‭ ‬جماعات‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬التوظيفات‭ ‬المشبوهة،‭ ‬وتبادل‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينهم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توظيف‭ ‬الزوجات‭ ‬والخليلات‭ ‬والأهل‭ ‬والأصحاب،‭ ‬ومن‭ ‬يدفع‭ ‬فوق‭ ‬وتحت‭ ‬الطاولة‭.‬

وما‭ ‬شجع‭ ‬بعض‭ ‬رؤساء‭ ‬الجماعات‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ “‬البيع‭ ‬والشراء‭” ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬بالمئات،‭ ‬قبل‭ ‬تعليق‭ ‬كل‭ ‬مباريات‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬بتعليمات‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الوافي‭ ‬لفتيت،‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬رقم‭ ‬113‭.‬14،‭ ‬المتعلق‭ ‬بالجماعات،‭ ‬إذ‭ ‬منح‭ ‬اختصاصات‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬جميع‭ ‬أصناف‭ ‬الموظفين‭ ‬التابعين‭ ‬لرؤساء‭ ‬الجماعات،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبدأ‭ ‬التدبير‭ ‬الحر‭.‬