الطريق إلى المؤتمر 18 .. تحركات استقلالية حذرة وهؤلاء أبرز المرشحين للجنة التنفيذية

 

يشهد حزب الاستقلال خلال هذه الفترة تحركات داخلية غير معهودة، وهي تحركات وصفتها مصادر بلبريس بـ’’الحذرة، خاصة وأن تعديلات جديدة على النظام الاساسي قد لا تروق للبعض.

تزداد وتيرة هذه التحركات في الأمتار الأخيرة من سباق اللجنة التنفيذية في المؤتمر الثامن عشر الذي تفصلنا عنه ساعات قليلة .

وينتظر أن ينتخب آلاف المؤتمرين،( حوالي 3600 عضو) في المؤتمر الذي يقام ببوزنيقة بين 26 و28 أبريل الجاري 30 عضوا باللجنة التنفيذية، وذلك في إطار التحضير للمحطات القادمة خاصة التعديل الحكومي المرتقب، وانتخابات 2026 التي لن تكون مثل سابقاتها.

ووفق النظام الأساسي الجديد، يشترط في المرشح للجنة التنفيذية أن يكون قد تحمل مسؤولية لمدة لا تقل عن 4 سنوات وأن تكون له عضوية المجلس الوطني لولايتين أو سبق أن كان عضوا في اللجنة المركزية.

وتأتي هذه التحركات في ظل ظروف سياسية هامة، تتميز بتنافس حاد بين مختلف الفاعلين السياسيين على مختلف المستويات.

آخر القرارات التي اتخذها الحزب وه في طريقه لمحطة 26 ابريل، هو توقيف محمد الطوالة من اللجنة التحضيرية للمؤتمر18، وذلك «بعد الاطلاع واستعراض التصرف والتصريح غير المقبول الصادر عن محمد طوالة»، خلال انعقاد المؤتمر الإقليمي لحزب الاستقلال بمراكش يوم 21 أبريل 2024، يقول بلاغ اللجنة.

ليضيف: بناء على مقتضيات المادتين 200 و201 من النظام الداخلي لحزب الاستقلال، وانطلاقا من صلاحيات مكتب اللجنة التحضيرية الوطنية؛ قرر مكتب اللجنة التحضيرية توقيف محمد الطوالة من عضوية اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الثامن عشر للحزب.

وتزداد حدة التنافس على عضوية اللجنة التنفيذية، وذلك في ظل كثرة الترشيحات التي تجاوزت المئة،  وقوة المرشحين للجنة التنفيذية وأيضا بروز مرشح منافس لنزار بركة على الأمانة العامة الذي تظل حظوظه وافرة لخلافة نفسه على رأس الحزب.

ويُقدم هذا التنافس فرصة لقراءة تحركات بعض الشخصيات البارزة في الحزب التي عادت من جديد لاقتناص مكان لها ضمن اللجنة التنفيذية إلى جانب وزراء الحزب، وذلك لفهم دوافعها ورهاناتها في هذا السباق. ومن الأسماء التي يمكن تسليط الضوء عليها في المؤتمر الثامن عشر :

نزار بركة: رهان على الاستمرارية والخبرة

يسعى نزار بركة، الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال، إلى إعادة انتخابه لولاية ثانية. ويُقدم بركة نفسه كرجل إنجاز، يُشير إلى التطورات التي شهدها الحزب خلال فترة ولايته، خاصة على مستوى النتائج الانتخابية. ويُراهن بركة على خبرته السياسية الواسعة، وعلاقاته القوية والجيدة مع مختلف الفاعلين السياسيين في المغرب، لضمان إعادة انتخابه أمينا عاما.

رشيد أفيلال: تحدي التغيير والتميز

يُشكل رشيد أفيلال، أحد أبرز المرشحين الذين أعلنوا ترشحهم ليس لعضوية اللجنة التنفيذية فقط، وإنما للأمانة العامة للحزب. ويُقدم أفيلال نفسه كبديل للتغيير داخل الحزب، داعياً إلى تجديد الرؤى والأفكار، وتعزيز الديمقراطية الداخلية.

ويُراهن أفيلال على شعبيته داخل الحزب، خاصة بين الشباب، ويرى أن ترشيحه نابع من الحق الدستوري الذي يضمنه القانون، ورغم تحركات الأخيرة، لكن مصادر استقلالية ترى أن حظوظه للظفر بالأمانة العامة غير متكافئة مع بركة، فهل تحدث مفاجأة !!؟

عبد الجبار الراشدي: الصمود في وجه العاصفة

يُعد عبد الجبار الراشدي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، من أبرز المرشحين الذين يُراهنون على خبرتهم السياسية الواسعة لتحقيق التوازن داخل اللجنة التنفيذية.

يتمتع الراشدي بمسار سياسي حافل، حيث شغل مناصب قيادية، ويُراهن على قدرته على التوفيق بين مختلف الاتجاهات داخل الحزب، وتعزيز وحدته. رغم الضربات التي تلقاها منذ انتخابه رئيسا للجنة حتى الآن غير انها لم تستطع أن تنال من إصراره على المضي قدما نحو محطة المؤتمر، ولعل أشهرها رفض محكمة الرباط طلب إلغاء انتخابه على رأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر 18 لحزب الاستقلال واتهامه باختلاس صفقات الدعم العمومي.

نورالدين مضيان : مطبات كثيرة في الطريق نحو المؤتمر 

وجد نورالدين مضيان نفسه قبل أسابيع يتصدر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية، بعد تسريب تسجيل له يتحدث فيه عن زميلته في الحزب رفيعة المنصوري البرلمانية السابقة من جهة الشمال، ورغم أن توقيت التسريب غير بريء ورغم الجلسات التي عقدتها القيادة الاستقلالية لرأب الصدع وطي الملف غير ان محطة المؤتمر ستكون تمرينا صعبا لمضيان أمام القواعد الاستقلالية التي يمكن أن تضعه في اللجنة أو خارجها.

ياسمينة بادو: البحث عن فرصة للخروج من الظل

تُعد ياسمين بادو، الوزيرة السابقة للصحة، من الوجوه البارزة في حزب الاستقلال خاصة على عهد عباس الفاسي.

وتُقدم بادو نفسها كمرشحة مناسبة للمرحلة، قادرة على المساهمة في تجديد الحزب وتطويره، وتعزيز حضوره في المجال النسائي رغم أن مناضلين يعتبرون ترشيح بادو هو مجرد رغبة للخروج من الظل ومحاولة العودة الى الواجهة.

وتُراهن بادو على الصراع الذي اندلع مؤخرا بين نورالدين مضيان ورفيعة المنصوري حيث عرفت كيف تتماهى مع الأصوات التي طالبت برأس مضيان، كما تراهن على شعبيتها التي استمدتها من رصيدها الوزاري السابق لضمان فوزها في عضوية اللجنة التنفيذية..

عبد القادر الكيحل: فرصة لاستعادة مكانه داخل اللجنة التنفيذية 

يلقى عبد القادر الكيحل الذي غاب بغياب حميد شباط في المؤتمر السابق ، يلقى  دعما داخل دواليب الحزب، سواء من القواعد او بعض القياديين، وذلك بغية خلق نوع من التوازن داخل الحزب وحتى لايبقى هناك أكثر من تيار خاصة وأن اسم الكيحل ارتبط بفترة عرفت تيارات داخل الحزب من قبيل تيار لا هوادة ، وتيار ولد الرشيد المناوئة انذاك لتيار حميد شباط.

رفيعة المنصوري: رب ضارة نافعة 

لم يكن العديد من متابعي الشأن العام في المغرب يعرفون رفيعة المنصوري، لتأتي أزمتها الأخيرة مع زميلها في الحزب نورالدين مضيان ويقفز اسمها إلى دائرة الضوء، بل إنها حصدت تعاطفا كبيرا داخل وخارج الحزب وأخرجت الكثيرين من الحزب عن صمتهم، حيث تم تسويق اسمها بنجاح في توقيت جيد على بعد أسابيع من المؤتمر.

يوسف أبطوي : هل هي الصفعة الأخيرة ؟

رغم تجميد عضويته، من اللجنة التحضيرية بسبب صفعه لزميله منصف الطوب في بوزنيقة خلال الدورة الاخيرة للمجلس الوطني، غير أن لأبطوي شعبية في الشمال يمكن أن تساعده في كسب تعاطف باقي المؤتمرين لكن الاستقلال ليس حزبا شماليا فقط، وبالتالي قد تكون صفعته لزميله هي الأخيرة ضمن القيادة إذا قرر المجلس الوطني تأديب ابطوي بعدم منحه بطاقة المرور إلى اللجنة التنفيذية من جديد وتدخلت القواعد لمنعه من ان يكون ضمن اللائحة التي سوف يتم يضعها الأمين العام أمام المؤتمرين، فالمؤتمر سيد نفسه، من يدري .

“تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن’’

بعيدا عن السباق إلى اللجنة التنفيذية، يسعى حزب علال الفاسي خلال مؤتمره الثامن عشر  الذي اختار له شعار ’’“تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن’’ لتفادي أخطاء المؤتمرات السابقة، حيث انزلق النقاش السياسي إلى تراشقات لفظية ومادية بالصحون والأيادي، أثرت سلبا على صورة الحزب والمشهد السياسي ككل في ظل وجود مواقع التواصل التي تعتبر بحرا تواصليا مخيفا قد يعصف بأعتى السباحين مهارة.

كما أن حزب الاستقلال الذي وصفه الملك محمد السادس ذات رسالة تهنئة لحميد شباط بـ’’ الحزب العتيد ’’، يعقد مؤتمره بعد أشهر قليلة من رسالة ملكية أخرى وجهت إلى النواب في يناير 2024 تحثهم على ’’ضرورة تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين على غيرها من الحسابات الحزبية’’، و’’تكريس ثقافة المشاركة والحوار، وتعزيز الثقة في المؤسسات المنتخبة.’’ والعمل على الرفع من جودة النخب البرلمانية والمنتخبة، وتعزيز ولوج النساء والشباب بشكل أكبر إلى المؤسسات التمثيلية.’’

لعل الاهم هو إعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة، من أجل مصالحة المواطنين مع السياسة خاصة فئة الشباب، وهي مهمة صعبة ومعضلة حقيقية لم تستطع جل الأحزاب تجاوزها حتى الآن.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.