الشيات لـ ’’ بلبريس’’: لهذا يرفع المغرب لاءاته الثلاث أمام المبعوث الأممي إلى الصحراء

التقى وزير الخارجية  ناصر بوريطة، بالمبعوث الأممي إلى الصحراء ، ستافان دي ميستورا، في الرباط. الخميس 4 أبريل 2024 .

وأكد بوريطة خلال اللقاء على ثوابت موقف المملكة من ملف الصحراء، كما حدّدها الملك محمد السادس وهي ثلاث لاءات واضحة وهي:

لا  عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حدّدتها الأمم المتحدة، بمشاركة كاملة من الجزائر.

لا حلّ خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

لا يمكن لأيّ عملية أن تكون جادّة في ظلّ انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل مليشيات "البوليساريو".

وجرت المباحثات، وفق بلاغ للخارجية، في جوّ اتسم بالصراحة والإيجابية والبناءة، بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.

هذه الزيارة وفق المصدر ذاته تأتي في إطار جولة إقليمية يقوم بها دي ميستورا تشمل الأطراف المعنية بالملفّ ( المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة "البوليساريو" )، بهدف إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة التي سبق أن أشرف عليها سلفه هورست كوهلر.

وتعليقا على هذه التطورات وجولة دي ميستورا في المنطقة يقول خالد الشيات أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، لبلبريس إن موقف المغرب ’’يعكس النضج الذي أصبح لديه في علاقته مع الحل السياسي الذي يتوقعه ويرتقبه ويعتبره حلا لقضية الصحراء المغربية.

ليضيف الشيات : ’’ نضج في الأفكار والثوابت التي يمكن ان يقوم عليها أي حل كيفما كان، وأيضا رد على المسارات التي حاول دي مستورا ان يذهب بها خارج أنساق الأطراف المعنية، وان كان يتحدث عن أطراف فاعلة، و المغرب في هذا النسق لا يمكنه أن يتجاوز الرحلة التي قام لها دي مستورا الى جنوب أفريقيا وهي زلة، لأن جنوب أفريقيا دولة معادية للمغرب في مواقفها ودعمها المبسوط للانفصال ولم يكن الامر ليمر بشكل عابر’’.

وأكد الشيات في حديث مع بلبريس أن ’’ المغرب بهاته اللاءات الثلاث يضع قواعدا يجب ان تكون فيها مسارات إيجاد الحلول لقضية الصحراء المغربية لأن الامر يتعلق بقضية ’’ الصحراء المغربية ’’ وليس ملفا آخر.

وتابع الشيات أن وضع ’’ المفاوضات الممكنة مستقبلا في إطار الموائد المستديرة التي اقرها مجلس الامن وتجمع الأطراف الأساسية لهذا النزاع، يعد شرطا أساسيا إضافة لشروط أخرى، مرتبطة بالبيئة التي يمكن أن يوجد فيها الحل السياسي التي تقوم على قاعدة منطقية موضوعية هي أن يكون هناك مقترح للحل السياسي’’.

 

وفي هذا الصدد يشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن ’’ المقترح الوحيد الموجود اليوم في الساحة هو مقترح الحكم الذاتي، وبالتالي لا يمكن الحديث عن هده السياقات إلا في إطار الحكم الذاتي.’’ لافتا إلى أن ’’ المفاوضات التي يمكن أن تجري حتى وان وجدت وإن كانت بعض الاطراف تعرقلها وتعتبرها فشلا دبلوماسيا، في المقابل التشبث بمثل هاته الاشكال التفاوضية هو نجاح دبلوماسي أيضا بالنسبة للمغرب.’’

وأشار الشيات في السياق ذاته، إلى أن النقاش او المفاوضات التي يمكن ان تقع يجب ان تقع في إطار مقترح موضوعي قابل للتطبيق وللتنزيل، وإلا فإننا سنصل الى المستوى الاخر الذي هو مستوى بلقنة المنطقة والمستوى السائر نحو المزيد من التوتر في المنطقة وهو العنصر الأخير الذي يعبر عنه باستمرار النهج غير السلمي الحربي الذي تقوم به البوليساريو.

وبالتالي، يضيف المتحدث: لا مفاوضات ولا حلول في أنساق توجد فيها أطراف أساسية وهي البوليساريو هنا، في حالة تسميها حالة حرب ضد المغرب ، إذ لا يلتقي الحرب والسلام، إما اختيار سلام قائم على الشروط التي يضعها المغرب ، او اختيار الحرب التي تسعى إليها البوليساريو والجزائر، ولكل واحد منهما مخارج ومآلات وتبعات.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.