تسريب تسجيل صوتي بعد مرور عام ونصف في هذا الوقت بالذات هو انتقام وتصفية حسابات مع مضيان

يمر حزب الاستقلال بلحظات قاسية من التحول العنيف للزمن، وها هو اليوم يعاني من هذا العنف بتسريب تسجيل صوتي لنور الدين مضيان مع سيدة بعد مرور سنة ونصف عليه.

هذا التسريب حسب جل المراقبين ليس بريئا أو أمرا اعتباطيا لا في زمنه ولا مضمونه ولا أبعاده، أو أمرا قامت به سيدة وحدها، بل إنه قد يتعلق بـ “مؤامرة” مسبقة التنسيق بين أشخاص معلومين ضد مضيان، ولا يتعلق بصدفة، وإن كان الأمر كذلك لماذا تم الحفاظ به لأكثر من سنة ونصف؟ لماذا تم تسريبه مباشرة بعد انطلاق أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال المقترن بالصفعة الشهيرة؟ ثم هل لهذه الصفعة أثر في إثارة شرارة هذا التسجيل القديم -الجديد من قبل من لهم المصلحة في مواجهة الرجل؟ أم أن تصفية حسابات قديمة هي مربط فرس هذا اللغز ؟

لغز محير ربما فك شفراته مرتبط بالولاء لهذا الطيف دون ذاك، أو محاولة الإجهاز على مضيان لترهيب طيف لآخر.

فعلا حبكة محيرة لا يعلم جوابها الا مردة التسجيل الصوتي، هذا علاوة على أن نعيمة قد سلمت ربما تسجيلا بحسن أو سوء نية ، ولكن من طلب من نعيمة ذلك؟؟ أو حتى زج بها في هذا الوحل؟؟

السنة والنصف كافية ربما للجواب على الحبكة إنها غصة المؤتمر 17 لحزب الاستقلال التي لعب فيها مضيان دور المايسترو، دور أزعج الطيف المعلوم الذي شاءت الأقدار ان يوظف التسجيل الصوتي ضد مضيان لأغراض لا يعلمها إلا هو، وخاصة في سياق التوافق الذي أعلن عنه قادة الحزب بقيادة أمين عام واحد اسمه نزار بركة، وبالتالي فمن الفاعل ومن المفعول به الحقيقي والمقصود ، وما  حقيقة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها القيادي الاستقلالي؟ وهل حزب الاستقلال بحاجة لمثل هذه الشبهات في هذا الوقت بالذات الذي يتقاتل فيه نزار بركة مع باقي قيادة الحزب لإعادة هيكلة الحزب ورسم معالم خارطته الجديدة في سياق أصبحت توصف فيه الأحزاب كونها مرتع الفساد والعهارة ؟

وهل تحديات حزب الاستقلال اليوم هي تسجيل صوتي بين شخصين؟؟ أم أن تحديات الحزب هي إنجاح المؤتمر الوطني المقبل، ومحاربة الفاسدين والانتهازيين داخله والرهان على دمقرطة الحزب وتصالحه مع ذاته ومع الشعب وتقييم الأداء الحكومي لوزرائه والاستعداد للانتخابات المقبلة في سياق حزبي عفن ومتسخ وبئيس؟؟

لا يهمنا نور الدين مضيان كشخص، بل كفاعل سياسي مخضرم ، لذلك يتفق المراقبون أن تسريب التسجيل الصوتي لمضيان، وفي هذا الوقت بالذات هو استهداف لنزار بركة أولا، ولنور الدين مضيان ثانيا أسابيع على عقد المؤتمر الوطني، والتعديل الحكومي.

خصوصا، وأن مضيان معروف بدعمه للأمين العام للحزب نزار بركة، الأمر الذي لم يرض بعض الأطراف التي لا يرغب في عودة نزار إلى قيادة الحزب.

فيما البعض الآخر يرى أن هذه الهجمة الشرسة وغير المسبوقة لها علاقة، بورود اسم القيادي نور الدين مضيان كأحد الأسماء المرشحة بقوة للإستوزار في التعديل الحكومي المقبل، وهم بهذه الهجمة يريدون توجيه رسالة للرأي العام وللجهات المعنية أن الرجل ليس من طينة المرشحين أن يكون وزيرا.

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *