أجرى ناصر بوريطة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج مباحثات مع نظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، الأربعاء 06 مارس 2024 بالعاصمة المصرية القاهرة، على هامش أعمال الدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.
اللقاء كشف عنه وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع “إكس”.
سعدت اليوم بلقاء أخي وصديقي صاحب المعالي ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية بالمملكة المغربية ؛ على هامش اجتماع الدورة 161 لمجلس وزارء خارجية دول الجامعة العربية.
بحثنا خلال القاء تعزيز علاقات التعاون المتميزة بين بلدينا الشقيقين وآليات تطويرها تطرقنا للقضايا ذات الاهتمام المشترك. pic.twitter.com/SZp392iKsI
— Mohamed Salem Merzoug (@MS_Merzoug) March 6, 2024
وتأتي هذه المباحثات بين بوريطة وولد مرزوق وفق مراقبين كأول رد على التحركات الجزائرية الأخيرة من خلال اللقاء الثلاثي الذي عقد في العاصمة الجزائرية وثم خلاله استثناء المغرب وموريتانيا.
هذا ولم تبدي موريتانيا أي موقف من المبادرة الجزائرية حتى الآن في ظل الاستقطاب الذي تمارسه الجزائر مغاربيا بعد فشلها في تنزيل مشاريعها الاقتصادية في القارة الأفريقية، كمشروع المنطقة الحرة وأنبوب الغاز.
في سياق متصل كان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أجري اتصالا هاتفيا جديدا الثلاثاء 05 مارس الجاري، مع الرئيس الموريتاني؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، بعد تناول الإعلام اللقاء الذي جمع رؤساء الجزائر، تونس وليبيا وسمي بالتكتل المغاربي الثلاثي”.
وكان الرئيس الجزائري ونظيره التونسي قيس سعيد، ومحمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي عقدوا في اليوم نفسه لقاءا ثلاثيا، استعرضوا فيه مخرجات القمة السابعة للغاز التي شهدتها الجزائر السبت علاوة على القمة المغاربية المرتقبة في تونس بعد رمضان.
ويرى مراقبون أن لقاء بوريطة وولد مرزوق يمك أن يقرأ على أنه رسالة واضحة للجزائر، التي تحاول إحياء المغرب العربي من خلال قمة ثلاثية مع تونس وليبيا، في خطوة غريبة تهدف إلى منافسة المبادرة الأطلسية المغربية.
لكن هذه القمة تواجه العديد من التحديات، أهمها غياب المغرب وموريتانيا، الدولتين المؤسستين للاتحاد المغاربي.
يُعدّ غياب المغرب عقبة كبيرة أمام إنجاح القمة، حيث يُعتبر طرفًا أساسيًا في أيّ مشروع للوحدة المغاربية. كما تُعاني الدول الثلاث من مشاكل داخلية وخارجية تُعيق قدرتها على التعاون والتكامل.
يُشكّك البعض في جدوى القمة الثلاثية، معتبرين أنّها لن تُحقق أيّ نتائج ملموسة في ظلّ غياب المغرب وموريتانيا.
ومما يؤكد ان لا جدوى من هذه الفكرة أنها ليست وليدة اليوم فقد سبق أن اقترحها زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي، في 2021 عندما كان رئيسا للبرلمان.
ودعا الغنوشي يومئذ بلاده، والجزائر، وليبيا إلى فتح الحدود، وتبني عملة واحدة، ومستقبل واحد، لشعوب البلدان الثلاثة، في استبعاد منه للمغرب، وموريتانيا وهي الدعوة التي جرت عليه وابلا من الاستياء والنقد حت من مفكرين وسياسيين من تونس .