خلفيات القمة المغاربية الثلاثية المرتقبة في تونس والحرج الجزائري

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس سعيد، ومحمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي لقاءا ثلاثيا، استعرضوا فيه مخرجات القمة السابعة للغاز التي شهدتها الجزائر السبت علاوة على القمة المغاربية المرتقبة في تونس بعد رمضان.

 

ووفق بيان للرئاسة الجزائرية تدارس الرؤساء أيضا “الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية، ليخلص اللقاء إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب”.

 

كما تقرر وفق المصدر ذاته، عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس بعد شهر رمضان المبارك.

 

ويرى مراقبون أن الجزائر تحاول إحياء المغرب العربي من خلال قمة ثلاثية مع تونس وليبيا، في خطوة تهدف إلى منافسة المبادرة الأطلسية المغربية.

 

لكن هذه القمة تواجه العديد من التحديات، أهمها غياب المغرب وموريتانيا، الدولتين المؤسستين للاتحاد المغاربي.

 

يُعدّ غياب المغرب عقبة كبيرة أمام إنجاح القمة، حيث يُعتبر طرفًا أساسيًا في أيّ مشروع للوحدة المغاربية. كما تُعاني الدول الثلاث من مشاكل داخلية وخارجية تُعيق قدرتها على التعاون والتكامل.

يُشكّك البعض في جدوى القمة الثلاثية، معتبرين أنّها لن تُحقق أيّ نتائج ملموسة في ظلّ غياب المغرب وموريتانيا.

في سياق متصل أحرج المؤرخ التونسي عبد اللطيف حناشي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عندما وجه له مجموعة أسئلة  حول القمة قائلا: ما خلفيات عزل المغرب وموريتانيا من اللقاء الثلاثي؟

 

وأضاف الحناشي عبر فيسبوك، ’’ هل بالإمكان ان نتحدّث عن مغرب موحد بغياب دولتين او ضلعين ...’’

 

ليضيف في السياق نفسه: ألم يكن من الاجدى ان تحاول الدول الثلاث العمل على تجاوز الخلافات البينية ورتقها حتى في الحدّ الادنى..

 

واستطرد الباحث التونسي مستغربا ’’وان كان التطبيع مع الكيان أحد الاسباب فالدول الثلاث لها علاقات مع بقية الدول العربية المطبّعة.’’

 

كما أن  الدول الخمس لا تتردد في الحضور معا في قمة الاتحاد المتوسطي وغيرها ومن التجمّعات، فشعوب المنطقة بحاجة للعمل معا في إطار واحد في الحد الادنى وهي الصيغة الوحيدة التي تساعد على تقليص ما تعانيه المنطقة من ازمات اجتماعية واقتصادية.

 

وختم تدونته قائلا: كل الرجاء ان يقع التدارك لمصلحة شعوب المنطقة راهنا ومستقبلا...

 

ويشكك محللون في جدوى القمة إذ يمكنها أن تُؤدّي إلى مزيد من الانقسام في المنطقة وتفاقم الخلافات بين الدول المغاربية. حيث يبقى مستقبل القمة مُبهمًا، ويعتمد على قدرة الدول الثلاث على تجاوز خلافاتها وتحقيق التوافق.

 

يُقترح إعادة إحياء الاتحاد المغاربي من خلال حوار شامل بين جميع الدول الأعضاء. خاصة وأن الجزائر في خلافها مع المغرب أصرت على ترك الحدود مغلقة فيما واصل المغرب سياسة اليد الممدودة، لدى يجب على الدول المغاربية التركيز على حلّ الخلافات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

ومن المُهمّ أن تضع الدول الثلاث مصلحة شعوبها فوق كلّ اعتبار وأن تُعمل على تحقيق الوحدة المغاربية بدل فتح جبهات جديدة ودق الإسفينات بين الأشقاء.