فرنسا مطالبة بموقف رسمي وواضح تجاه قضية الصحراء المغربية

أكد سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتيي، أن العلاقة بين المغرب وفرنسا، ينبغي تجديدها رغم كونها مهمة، وقديمة، وذات تاريخ كبير ومتفرّد.

 

وأضاف في لقاء إعلامي، أن الأزمة ينبغي علاجها من أجل عودة الدفء، دون الاقتصار على ممارسات شكلية والابتعاد عن العجرفة؛ معترفا في الاَن نفسه، أن فرنسا ارتكبت خطأ بشأن أزمة التأشيرات.

في سياق متصل، صرح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني قبل أيام، أن فرنسا دائما كانت في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل الصحراء.

مؤكدا أن فرنسا، أصبحت تدعم بشكل واضح ومستمر، لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية منذ 2007"، كحل واقعي لإنهاء النزاع في الصحراء.

وأضاف ستيفان سيجورني في هذا السياق، أنه سيبذل قصارى جهده، لتحقيق التقارب مع المغرب وفق احترام تام للمغاربة، في تلميح إلى خطوة قد تكون مهمة من طرف باريس لتحقيق ذلك.

وفي هذا الإطار، قدم بعض المحللين قراءة في مضامين التصريحات الأخيرة للدبلوماسيين؛ على أنه إعلان وشيك من قبل الرئيس الفرنسي، للاعتراف بمغربية الصحراء.

غير أن مراقبين نبهوا إلى كون هاته التصريحات يمكن أن تكون مجرد مناورات، كون فرنسا تعادي المغرب عبر البرلمان الأوروبي؛ فضلا عن الابتزاز الإعلامي والحقوقي للمغرب.

تصريحات فرنسا من هذا القبيل ليست جديدة، لأن فرنسا تثقن دغدغة المشاعر؛ حيث إن المغرب حصل سابقا على مواقف متقدمة، عبر تقديم الدعم من بوابة مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء.

إلا أن فرنسا تمنحك اعتراف ضمنيا غير كامل، من أجل الابتزاز خشية خسارتك للموقف الفرنسي، حيث تبقيه معلقا حتى تتمكن من الحفاظ على توازنها في العلاقات، مع خصوم الوحدة الترابية للمملكة.

ففرنسا تلعب مع المغرب بأسلوب ماكر، قصد الحفاظ على مصالحها التجارية مع المغرب من جهة ومع الجزائر من جهة ثانية .

إذا فالتصريحات الفرنسية الأخيرة، ليست إلا مناورات تكتيكية من فرنسا، حتى توهمك بالاعتراف الوهمي، والإبقاء على نفس الوضع، قصد استعادة نفوذها في أفريقيا عبر بوابة المغرب.

وعليه فإن ما يروج له الإعلام المغربي، قد يشكل انزلاقا نحو تمويهات الفرنسيين، بخصوص التقارب الفرنسي المغربي؛ لأن المغرب لا يشترط في هذا الإطار التصريحات الضمنية.

وفي هذا السياق، وجب الرجوع إلى الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب" ضد الاستعمار الفرنسي؛ حيث شدد على أن قضية الصحراء هي "النظارة" التي تنظر بها المملكة إلى العالم.

كما طالب الشركاء التقليديين بـ"توضيح مواقفهم" بشكل "لا يقبل التأويل"؛ وأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، هو المحدد في علاقة المغرب مع باقي دول العالم.

معتبرا أن الموقف من الصحراء، هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات؛ في انتظار شركاء المغرب التقليديين والجدد، توضيح موقفهم، والخروج من المنطقة الرمادية والضبابية بخصوص الصحراء.