دروس من واقعة المغرب والكونغو الديمقراطية بكأس الأمم الأفريقية
تعتبر كرة القدم من أبرز الوسائل التي تجمع الشعوب وتتيح لها التفاعل والتواصل عبر الحدود، خاصة في أكبر حدث إفريقي كبطولة كأس الأمم الأفريقية، والتي تجرى حاليا بساحل العاج، حيث تتجلى هذه التجربة بشكل واضح.
ولكن مع الأسف، قد تتعرض البطولة الرياضية لتحديات تختبر روح التسامح والفهم الثقافي بين الفرق المشاركة. ولعل حادثة الاشتباكات التي وقعت بين لاعبي المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية، عقب مباراة أول أمس الأحد، ما زالت على أغورا النقاش الرقمي، من قبل الرأي العام الأفريقي والعالمي.
أسالت الواقعة العديد من الحبر الإعلامي، وردود الأفعال في ظرف 48 ساعة فقط، سواء لإبراز حقيقة ما وقع، كشف الظالم والمظلوم، نقل تصريحات المعنيين بالأمر، تأويلات المحللين، أراء الجماهير، بيانات إتحادي البلدين لكرة القدم، إلى فتح تحقيق من قبل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وفي خضم كل هذا، من اللازم أنا كقارئ مهتم، محايد، يبحث عن حقيقة ما جرى بكل موضوعية ومصداقية، أن يأخذ عدة جوانب بعين الإعتبار فور تلقيه بأي معلومة.
تأثير وسائل الإعلام
أحد الجوانب الرئيسية للتعامل مع هذه الحادثة هو فحص دور وسائل الإعلام، وتأثير تغطية الأحداث على الجماهير والعلاقات الدولية. إذ يتطلب الأمر، تحليلًا دقيقًا لضمان نقل الأخبار بشكل موضوعي ومتوازن. بالإضافة إلى تفكيك الحقائق عن الشائعات وغربلة تقارير بعض وسائل الإعلام، مستغلي الحدث لنفث سم الإشاعات.
تعزيز الفهم الثقافي
لتعزيز التسامح والفهم، يجب تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة. وأن لا ينكب الجمهور الى التمييز أو العنصرية، خاصة أن كرة القدم لها دور كبير في توطيد العلاقات الثقافية بين البلدان. وخير مثال ما جرى في المونديال الأخير بقطر.
مشاركة الجماهير
التركيز على مشاركة الجماهير بشكل إيجابي يعزز الروح الرياضية ويقلل من التصعيد العنيف. خاصة توجيه المشجعين على التفاعل بشكل بناء، والذي يلعب دورا حاسما في الحفاظ على الأمن والسلم في المدرجات.
التوعية والتثقيف
تحتاج حملات التوعية، إلى التركيز على قيم الالتزام بقوانين اللعبة وأخلاقيات المشجعين. إذ يمكن أن تسهم الحملات في توجيه الرأي نحو سلوك إيجابي يخدم مفهوم الرياضة الحضاري.
دور المؤثرين
يأتي دور المؤثرين كعامل مساهم في بناء الفهم وتشكيل وجهات نظر إيجابية. حيث يمكن للمؤثرين أن يساهموا في تحقيق تواصل فعال بين جماهيرهم، وترويج للقيم الرياضية والثقافية المشتركة، تعكس أخلاق بلدهم. وتفادي أي سلوك غير عقلاني يمكن أن يمس نفسية لاعب أو مشجع.
وشهدت مباراة المنتخب المغربي والكونغو الديمقراطية، مشاجنات عنيفة بين لاعبي المنتخبين في نهاية المباراة، التي جمعتهما ضمن دور المجموعات في كأس أمم إفريقيا.
حيث حدثت مشاداة كلامية، بين شانسيل مبيمبا عميد الفهود، ووليد الركراكي، مدرب الأسود، تطورت إلى صراع داخل أرض الملعب، وانتقلت إلى الممر المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، بالرغم من تدخل بعض اللاعبين، استمر الشجار لفترة طويلة.
ورد الإطار الوطني، وليد الركراكي، على الحادثة قائلا، إن الأمور تصاعدت بسبب الأدرينالين، مؤكدا على أهمية الهدوء وعدم تقديم صورة سيئة للمنتخبين.