جرموني ل"بلبريس": التأطير الديني للجالية يجب أن يكون حديثا و متفاعلا مع التحولات الرقمية

دعا الملك محمد السادس في خطاب ذكرى 69 لثورة الشعب والملك، عشية السبت الماضي،  القائمين على تأطير الديني و التربوي للأبناء الجالية المغربية بالخارج بكل قنصليات و سفارات المملكة بالخارج، بإعادة النظر في العمل الذي يقدم على هذا المستوى، حتى لا يغرر بأبناء الجالية، و حتى لا يبتعدوا عن دين الإسلام المعتدل الذي يميز إمارة المؤمنين.

وقد بدأت السياسات الدينية في المغرب تتغير معالمها منذ صعود الملك محمد السادس لسدة الحكم، نظرا لما تتطلبه المرحلة الجديدة، عبر خلق سياسة  المبادرات والقرارات التي مهدت لرسم معالم سياسة دينية جديدة، تستهدف إعادة هيكلة الحقل الديني المغربي وجعله يوافق التحولات المحلية والإقليمية والعالمية.

وفي ذات السياق، فقد سبق للملك محمد السادس أن أساس لهذا التأطير الديني والتربوي في خطاب ملكي ألقي في 27 سبتمبر 2008، والذي على أساسه تم  إطلاق خطة "ميثاق العلماء"، والتي تشمل خصوصا المجلس العلمي الأعلى والأئمة والمساجد إلى جانب الجاليات المغربية المقيمة بالخارج، وفق برنامج محدد، يشرف عليه المجلس العلمي الأعلى، ويقوم على التعبئة الجماعية، والخطاب "الديني المستنير".

وحسب ما تنشره وسائل الإعلام، فإن عدد الأئمة الذين يشرفون على التاطير الديني والتربوي للجالية لا تجاوز  422 من الأئمة والمرشدات، وهو العدد الذي يتوزع على حجم تواجد الجالية المغربية جغرافيا، في كل من فرنسا (164)، وإسبانيا (56)، وهولندا (24)، والسويد (6) والدنمارك (9)، وألمانيا (26)، وإيطاليا (62)، وبلجيكا (49)، وكندا (25)، والغابون (1).

غير أن الثأثيرات الخارجية على التوازنات، تتطلب مجهودات أكبر حتى يبقى مغاربة العالم أوفياء لإمارة المؤمنين الطاهرة و الشاملة، و بعيدين عن التيارات الأخرى التي من شأنها التأثير على الهوية الدينية و الثقافية، سواء على المستوى المؤسساتي أو المجتمعي .

وبهذا الشأن، قال رشيد جرموني، أستاذ السوسيولوجيا بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، أن التاطير الديني والتربوي الذي جاء في الخطاب السامي لجلالة الملك في الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، وضع أصبعه على الجرح وعلى مكمل داء بحيث تعتبر الجالية المغربية الموجودة في بقاع العالم جالية مهمة تقدر ب 5ملايين نسمة، وهي جالية من ناحية الرقمية مهمة جدا لكن حجم التأطير نسبه لاتكفي ولا تقوم بالمطلوب رغم وجود مؤسسة مهمة جدا وهي المجلس الاعلى للمغاربة المقيمين بالخارج التي تعنى بالجالية المغربية.
وتحدث رشيد جرموني، في تصريح لـ"بلبرس"، قائلا :" أن التحولات في المجال الديني والتربوي والتأطيري مع عولمة الظاهرة الدينية ومع التدفقات الكثيرة جدا التي يعرفها العالم، وتعرفها الجالية خصوصا الأجيال الثالثة والرابعة التي لم تنشأ في " طلبة المغربية"، لم تتعرف على الثقافة والهوية المغربية وعلى التدين المغربي المتميز بانفتاحه وتسامحه واعتداله.
وأضاف جرموني، هذا الخطاب وضع الأصبع التي يجب أن يتبنها صانعي القرار وكدا هيئات المجتمع المدني للاهتمام بهذه الفئة أي تأطير الديني من حيث التقويم والتوجيه بإعادة نقل الثقافة بإنتاجها داخل الأوساط المغربية في عموم بلاد المهجر التي يسكنها المغاربة.
وأكد رشيد جرموني، على أن التأطير يجب أن يستحضر بطبيعة الحال التحديات الحديثة ويتفاعل مع التحولات الرقمية الجديدة بما يسهم بتمكين وإدماج هذه الفئة بالمنظومة الدينية المغربية وبما يحقق بطبيعة الحال تمنيع هؤلاء الأجيال من كل تطرف واغتراب وضياع الهوياتي، مما يؤدي بطبيعة الحال الى ضياع المرجعيات، وذلك عبر فتح هذا الورش ليكون ورشا جماعية ومجتمعيا.

شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.