أكدت المملكة المغربية يوم الجمعة، أمام ممثلي دول العالم المشاركة في مؤتمر الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بمراكش ،أن حركة البوليسايو جبهة انفصالية ارهابية لا تمثل خطرا على المغرب فقط، بل حتى على الجرائر ذاتها، وبعد ذلك على كل دول العالم بعد تورطها في تبعيتها لمنظمات ارهابية دولية.
إنها حركة إرهابية تمارس الإرهاب وتدعو للانفصال تحت غطاء جزائري، التي أصبحت ناطقا رسميا لهذه الحركة الانفصالية والارهابية باللجوء لتزوير الحقائق التاريخية والجغرافية، وتسويق المغالطات والأكاذيب بهدف تضليل الرأي الجزائري والاقليمي والدولي، لتغطية أزمة عميقة يعاني منها النظام الجزائري تدفع بالجزائر كل يوم نحو المجهول.
واعتبارا من معطيات، ومن وقائع ومن أدلة ملموسة أدرج المغرب بمؤتمر مراكش جبهة البوليساريو كحركة ارهابية وانفصالية. إدراج لم يأت من فراغ ،بل من معطيات وأدلة وبراهين تجسد دليلا على تورط هذه الجبهة في ممارسة الارهاب والتسويق للانفصال بغطاء جزائري.
وهو ما أشار إليه البيان الختامي لمؤتمر الاجتماع الدولي الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بمراكش هذا الاسبوع، من خلال إعرابه عن قلقه اتجاه تزايد تنامي انتشار الحركات الانفصالية في افريقيا والتي تقف وراء زعزعة الاستقرار، وزيادة هشاشة الدول الافريقية وتعزز في نهاية المطاف داعش وغيرها من المنظمات الارهابية العنيفة والمتطرفة.
وخلال هذا المؤتمر الدولي، أكد المغرب بأنه يتوفر على معطيات توكد تورط جبهة البوليساريو في الارهاب، والتحاق عدد من أعضاء في الجبهة الانفصالية بصفوف فروع تنظيم الدولة الإسلامية المتطرفة، وبقواعد القاعدة في منطقة الساحل، وانخراط عناصرها في الجريمة المنظمة العابرة للحدود،والاتجار في السلاح وفي البشر، حيث توكد عدة تقارير دولية بأن مخيمات جبهة البوليساريو بتندوف أصبحت مستنقعا دوليا للتطرف وللارهاب ، وحركة انفصالية وارهابية تمارس الارهاب كباقي التنظيمات والحركات الإرهابية المنتشرة في كل بقاع العالم.
فمخيمات تندوف تحكمها اليوم ميليشيات انفصالية وارهابية، منها عدة عناصر منتمية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وللقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، حيث اصبحت تمثل خطرا حقيقيا على المنطقة كلها ،خصوصا وانها محاطة بدول لا تعيش استقرارا سياسيا ومؤسساتيا ومنها الجزائر وليبيا وعدد من دول منطقة الساحل والصحراء.
وأمام مخاطر تأزم الوضع الداخلي داخل مخيمات تندوف، وصعوبة الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه هذه المخيمات، وانفلات الامن بالجزائر، واتساع دائرة الارهاب وتداعياتها على المنطقة، اغتنم المغرب الاجتماع الدولي للتحالف ضد داعش للتنبيه بأن جبهة البوليساريو هي حركة انفصالية وارهابية تهدد المنطقة، والمصالح الجيو سياسية بمنطقة شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
وحسب مصادر مطابقة، يتوفر المغرب علي الادلة الكافية والبراهين القاطعة على أن جبهة اليوليساريو تنظيما ارهابيا ازدادت خطورته بعد عزلته، وعزلة الجزائر نتيجة الدبلوماسية الهجومية والسهلة الممتنعة التي ينهجها المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
دبلوماسية ملكية استراتيجية وصارمة،اصابت النظام الجزائزي بالسعار، ودفعت ميليشيات مخيمات تندوف بالارتماء في احضان الارهاب بعد اقتناعهم بأن النظام الجزائري استغلهم لتصفية حسابات تاريخية مع المغرب، وباعهم اوهام الاستقلال لاكثر من 40 سنة.
وحسب تقارير غربية، فتزايد استبداد ميليشيات البوليساريو المتحكمة في مخيمات تندوف التابعة لأجهزة المخابرات الجزائرية، واتساع دائرة الفقر والاقصاء داخل المخيمات دفعت الساكنة المحاصرة الارتماء في أحضان التطرف و الارهاب واعتناق الفكر الوهابي والظلامي، الامر الذي جعل منها مستنقعا للارهاب وللتطرف والاتجار في المخدرات والبشر والاسلحة تحت حماية قادة الانفصاليين ومخابرات ودعم جيش النظام الجزائري.
وهذا ما أكده عدد من الصحراويين الهاربين من جحيم مخيمات تندوف، ومن المعارضين لميليشات البوليساريو، حيث انهم اجمعوا بأن قادة البوليساريو وميليشياتهم، وفي مقدمتهم إبراهيم غالي متورطون في قضايا ارهابية متعددة منها: تهريب المساعدات الدولية الموجهة لساكنة مخيمات تندوف للخارج، ممارسة كل اشكال العنف والسجن والتعذيب والاختطاف والقتل ضد الساكنة، الاتجار في البشر وفي الاسلحة والمخدرات، تزوير الوثائق الدبلوماسية كما حدث مع غالي حين زار اسبانيا سرا بوثائق دبلوماسية مزورة، وهي القضية التي فجرت أزمة بين مدريد والرباط، متابعات دولية ضد قادة البوليساريو واتهامهم بالاغتصاب والاعتقال والتعذيب، وتقوية التعاون مع حركة حزب الله وعدة خلايا إرهابية بالمنطقة ، منها داعش والقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تنشط في دول غرب إفريقيا والساحل.
كل هذه العوامل جعلت من جبهة البوليساريو تنظيما ارهابيا مارقا لا يختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية، ومن مخيمات تندوف مستنقعا لانتشار فكر التطرف والارهاب والراديكالية، وارتماء شباب المخيمات في أحضان التنظيمات الإرهابية.
وقد كان انعقاد الاجتماع الوزاري للتحالف الأمني الدولي في دورته الرابعة بمراكش مناسبة اكدت فيها الممكلة على أن "إقامة تحالف أمني دولي يضم في عضويته مجموعة من الدول المؤثرة في القرار الأمني العالمي، يأتي في ظل ما يجتازه العالم من تحولات جيو- إستراتيجية متسارعة، تستدعي تظافرا متزايدا للجهود لمنع حدوث انفلات في المنظومة الأمنية الدولية"، وفي هذا السياق جاء إدراج البوليساريو على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأكيد أن المملكة المغربية تمتلك الكثير من الادلة والوقائع لفضح وكشف تورط البوليساريو في أنشطة إرهابية وإجرامية بدعم من النظام الجزائري الذي أصر عبر وزارة خارجيته بلاغا عنيفا ضد الدول المشاركة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بعد ان ربط في بيانه الختامي بين الانفصال والارهاب.
يذكر أنه على هامش المؤتمر ، عبرت عدة دول أجنبية على دعمها الكامل لمغربية الصحراء ، و إشادتها بواقعية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ونشير بأن التحالف الدولي ضد داعش، الذي تأسس في شتنبر 2014 يضم 84 شريكاً. ويلتزم أعضاءه بمحاربة تنظيم داعش على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية.وهدفه الرئيسي هو القضاء التام على داعش، ويعتبر المغرب من الدول الاساسية في التحالف الدولي عبر:
• دعم المملكة المغربية لأهداف ومجالات عمل التحالف الدولي ضد داعش على مستوى المجالات الخمسة الرئيسية، في مختلف اجتماعات التحالف ومجموعات العمل التابعة له، بما في ذلك على المستوى الوزاري، كما أنها تتولى الرئاسة المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والنيجر وإيطاليا، لمجموعة النقاش المركز لمنطقة إفريقيا.
• المبادئ التي أطرت انضمام المملكة المغربية للتحالف:
– أهمية دعم الدول التي يهددها تنظيم داعش، لتعزيز واستعادة وحدتها الترابية؛
– الحاجة إلى دعم البلدان الإفريقية في تطوير وبناء القدرات اللازمة للتعامل مع المخاطر المرتبطة بالطموحات الإرهابية التوسعية لداعش في القارة الإفريقية؛
– ضرورة مواجهة دور داعش في انتشار التطرف العنيف من خلال تواجده القوي والمستمر في الفضاء الرقمي؛
– ضرورة منع ومكافحة مظاهر الإرهاب المحلي.
• المملكة المغربية عضو في المجموعة المصغرة، والتي تُعد مجموعة عمل موضوعاتية، تم إنشاؤها بهدف تسهيل تنسيق أعمال التحالف من خلال إحداث منصة للنقاش.
• نظمت المملكة المغربية في 26 يونيو 2018 بالصخيرات، الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف الدولي ضد "داعش" حول تهديد داعش في إفريقيا، والذي كان يهدف بالخصوص إلى:
– تسليط الضوء على حجم التهديد الإرهابي في القارة الإفريقية؛
– تقريب التحالف من حقائق وانتظارات البلدان الإفريقية؛
– بحث سبل التعاون والتآزر بين التحالف والهياكل والآليات القائمة على المستوى الإفريقي.
• تتولى المملكة المغربية الرئاسة المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والنيجر وإيطاليا، لمجموعة النقاش المركز لمنطقة إفريقيا. وتهدف هذه المجموعة التي تم إطلاقها سنة 2021، إلى:
– دراسة التحديات المتعلقة بالتهديد الإرهابي في إفريقيا؛
– تعزيز تبادل المعلومات والدراسات بشأن هذا التهديد؛
– المساهمة في تنسيق وتعزيز فعالية الجهود المبذولة لمكافحة الجماعات الإرهابية، ولا سيما في مجال بناء قدرات الدول الإفريقية، حيث يعتبر التحالف الدولي لمحاربة داعش المغرب نموذجا في هذا الصدد تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس.