هل تذهب موريتانيا إلى تأييد الموقف المغربي فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية؟

من المرتقب أن تنعقد جلسة مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء حسب ما تم الإعلان عنه في برمجة الجلسات لهذا الشهر و ذلك بطلب من بريطانيا التي تترأس المجلس، و هو طلب أتى تنفيذا لتوصيات قرار 2602 الصادر في أكتوبر من هذه السنة الذي دعا لتقديم إحاطة حول الملف لمجلس الأمن بعد مضي ستة أشهر من صدوره ليتم الاطلاع على تطور الوضع الميداني و السياسي.

وتأتي هذه الجلسة في سياقات متعددة ومختلفة عن سابقاتها، لكونها  أول جلسة ستقدم فيها إحاطة لستافان دي ميستورا المبعوث الجديد بعد توقف دام لسنتين، و بعد أول جولة سياسية قام بها للمنطقة.
هذا ما سيعطيها أهمية سياسية كبرى بحكم أن المجلس سيستمع لرؤية المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حول سير العملية التي قام بها في يناير 2022 ضمن جولة قادته للمنطقة اجتمع فيها مع كل الأطراف المعنية بالنزاع خاصة المغرب و الجزائر،و هي الجولة التي سيكون قد عاين فيها مدى رغبة الجانب  المغربي في طي هذا النزاع على أرضية مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها المقترح المستجيب لمضامين ميثاق الأمم المتحدة و لمعايير الحل الذي وضعه مجلس الأمن.

وتأتي هذه الجلسة أيضا في ظل توالي المواقف الرعناء للجزائر آخرها اتهامها للمغرب بالقيام بـ"عمليات اغتيال"ومحاولتها إقحام موريتانيا ،لكنها لم تنجح في ذلك لتفند هذه الاخيرة ادعاءات نظام الكابرانات.

في هذا الصدد أوضح محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش أنه “في غضون هذا الأسبوع ُنسجل أن الجزائر، حاولت أن تقحم موريتانيا، فيما وصفته بـ”عمليات الاغتيال”، غير أن الشيء الإيجابي هو تفنيد الحكومة الموريتانية ما جاء في هذا البيان، حيث أكدت أن الحادث كان خارج الأراضي الموريتانية، هذا الرد نزل كقطعة ثلج على حكام الجزائر، لأنه يضع الرواية الجزائرية محل شُبهة وتشكيك، خاصة أنه يأتي أياما قليلة قبل انعقاد مجلس الأمن في 20 أبريل الجاري، مما يُظهر النوايا السيئة لحكام الجزائر”.

واضاف المحلل السياسي في تصريح لبلبريس:“إن الموقف الموريتاني الإيجابي والشجاع يُعتبر نقلة نوعية ويُستشف منه أن موريتانيا لم تعد ترضخ لسياسة الابتزاز والإغراء والاصطفاف، بل إنها تُحاول أن تُحافظ على توازناتها لنسج علاقات تعاون مع الجارين، نظرا للحدود المشتركة التي تجمعها معهما، مع العلم أن الجانب الموريتاني يقظ في تعامله مع حكام الجزائر الذين يُحاولون الصيد في الماء العكر، بالشمال الموريتاني،حيث اصبحت العلاقة بين الجانبين يشوبها الحذر وعدم الاطمئنان”.

وأضاف بنطلحة، أن “المغرب يُعتبر امتداد إنسانيا واجتماعيا واستراتيجيا للشقيقة موريتانيا، لاسيما وأنه يُعتبر المُستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا، كما أنه يُعد أول مورد إفريقي للسوق الموريتانية بنسبة تفوق 50 في المائة” مشيرا إلى أنه “في ظل هذا التطور الملحوظ، هناك ترقب لموقف موريتاني يصب في اتجاه تأييد الموقف المغربي فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، مما سيشكل محطة تاريخية في التقارب بين الشعبين الشقيقين”.

وفي حديثه عن العلاقة المغربية الموريتانية، فقال المتحدث نفسه، إنها تعرف في الآونة الأخيرة تحركا دبلوماسيا مُكسرا للجمود الذي لفها طِوال الفترة الماضية، خاصة بعد عهد الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، فيما شكلت المرحلة الجديدة التي دخلتها موريتانيا منذ مجيء محمد الشيخ ولد الغزواني، قفزة نوعية في العلاقة بين البلدين.