خيبة أمل لدى شركة 'إكس لينكس' بعد رفض لندن دعم مشروع الربط الكهربائي مع المغرب

عبّرت شركة "إكس لينكس" البريطانية عن خيبة أملها الشديدة عقب قرار وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني في المملكة المتحدة رفض إبرام عقد مقابل الفروقات (CfD) لمشروع الربط الكهربائي الضخم الذي كان يُنتظر أن يربط المغرب ببريطانيا، ويُعد من بين أبرز المشاريع الطاقية العابرة للقارات.

 

القرار الحكومي، الذي اعتبرته الشركة صادمًا، جاء بدعوى أن المشروع لا ينسجم مع التوجه الاستراتيجي الحالي للحكومة، والذي يركز على دعم المشاريع المحلية للطاقة المتجددة. وهو ما نفته الشركة بشدة، مؤكدة أن المشروع يتماشى تمامًا مع الأهداف البيئية والاقتصادية للمملكة المتحدة.

 

مشروع استراتيجي… دون دعم حكومي

 

وفي بيان رسمي، عبّر السير ديف لويس، رئيس مجلس إدارة "إكس لينكس"، عن اندهاشه من القرار، قائلاً:

"لقد فوجئنا بشدة من تخلي الحكومة عن فرصة استثنائية لتطوير مشروع طاقة متجددة واسع النطاق، مع فوائد هائلة للمملكة المتحدة".

 

وأوضح لويس أن المشروع قد تم تطويره بسرعة كبيرة بهدف الاستفادة من الإمكانات الهائلة لنقل الكهرباء المتجددة من المغرب إلى بريطانيا، وهي الإمكانات التي سبق للحكومة البريطانية أن اعترفت بها في 2023، حين صنّفت المشروع ضمن المشاريع ذات "الأهمية الوطنية".

 

فوائد اقتصادية وطاقة نظيفة دون تكلفة حكومية

 

وأشار رئيس الشركة إلى أن مشروع الربط الكهربائي لا يتطلب أي تمويل حكومي مباشر، بل يقدم عرضًا تنافسيًا للغاية من حيث تكلفة الكهرباء في إطار آلية CfD، ما كان من شأنه، بحسبه، أن يخفض أسعار الجملة للكهرباء في بريطانيا بأكثر من 9% في سنته الأولى.

 

كما كشف لويس عن الأثر الاقتصادي الكبير للمشروع، مقدّرًا إياه بـ 20 مليار جنيه إسترليني من القيمة الاقتصادية والاجتماعية، منها 5 مليارات جنيه استرليني ستُستثمر في الصناعات الخضراء البريطانية، إضافة إلى مساهمة المشروع في تأمين 8% من احتياجات المملكة المتحدة من الكهرباء، في وقت يتزايد فيه الطلب ويشهد إنتاج الطاقات المحلية تقلبات بسبب ظروف المناخ (نقص الرياح والشمس).

 

وأضاف أن المشروع يقدم بديلًا أنظف وأرخص من الحلول النووية، وسيسبقها زمنيًا في الارتباط بالشبكة الوطنية.

 

اهتمام دولي وتمويل جاهز

 

وأوضح لويس أن عددًا من المستثمرين العالميين الكبار عبّروا عن اهتمامهم بالمشروع، حيث تم بالفعل إنفاق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني في مرحلة التطوير، مشيرًا إلى أن طلبات التمويل من قبل المقرضين تجاوزت حجم الاحتياجات، ما يعكس الثقة الكبيرة في جدوى المشروع.

 

إعادة هيكلة المشروع… وخطة بديلة

 

رغم الرفض الرسمي، أكّد السير لويس أن "إكس لينكس" تحترم قرار وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني، لكنها ستعيد هيكلة المشروع وتمويله بطريقة بديلة تهدف إلى رفع قيمته المضافة لجميع الشركاء المحتملين، مشددًا على أن الشركة لا تزال ملتزمة بتحقيق أهدافها في ربط المملكة المتحدة بمصدر طاقة خضراء ومستقرة من المغرب.

 

وبينما لا تزال آفاق المشروع غير واضحة في ظل غياب الدعم الحكومي البريطاني، يبدو أن الشركة لا تنوي التراجع، بل تسعى إلى تعديل نهجها من أجل إنجاح واحد من أكثر المشاريع الطموحة في تاريخ الطاقة المتجددة على المستوى العالمي.