فؤاد عالي الهمة… السياسي الطموح ومستشار الملك الصدوق

لم تكن شخصيات عادية في التاريخ ، ولا مسارها كان عاديا في ذاكرة المغاربة ، بل حاولوا أن يصنعوا “بروفيلاتهم”، على الرغم من العراقيل والصعوبات التي كادت أن تعصف بيهم حتى يستسلموا ويظلوا أشخاص عادين لا مختلفين ومتميزين عن غيرهم، ويصنعون قصة حياة منصفة ويمكن أن تشخص على أنها خيالية في طريق تبدو للكثيرين سهلة لكنها ليست بالمستحيل.

ضمن سلسلة برامج رمضان، ارتأت جريدة” بلبريس” ، أن تقدم “ربورتريهات” عن شخصيات عاش معها المغاربة تفاصيل كثيرة جعلتهم يتذكرونها بين كل حدث و حديث.

في حلقة اليوم …. ستتعرفون على واحد من أهم الشخصيات في النخبة المولوية، التي كتب لها أن تنشأ داخل المحيط الملكي، وتصاحب الملك منذ طفولته، فهو رجل سياسي بطموحات كبيرة وخطوات واثقة توجت مسارها بملفات قوية، كانت منفذا أخر من المنافذ التي أعدته ليكون واحدا من رجالات الملك الذين يستشارون حول دواليب السلطة داخل البلاط الملكي.

يقال عنه الكثير في عالم الصحافة والإعلام، لكن أكثر السطور التي كتبت في حقه أنه أكثر المستشارين قربا للملك، جمعتهم طفولة ومدرسة واحدة، ، إلا أن الأكاديمي ريمي لوفو شبهه بالمستشار الراحل أحمد رضا كديرة.

ولد في 9 من دجنبر عام 1962، ببن جرير، هو سياسي مغربي، ارتباطه بالملك محمد السادس لم يكن عن طريق القرابة العائلية أو العلاقات الشخصية، بل منذ أن كانا تليمذين بالمدرسة المولوية. حصل على الإجازة في الحقوق من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1986، وحصل على دبلوم في العلوم السياسية عام ،1988 ودبلوم في العلوم الإدارية عام 1989.

و ساعده قربه من الملك محمد السادس في التدرج السريع في أسلاك المهمات الحساسة، كما كان لهذه العلاقة دور جوهري ليصبح عالي الهمة من أكبر المساهمين في صنع القرار.

مسيرته السياسية بدأت بين 1992 إلى 1997، انتخب رئيسا للمجلس البلدي لمدينة بن جرير، ومستشارا عن الرحامنة، إقليم قلعة السراغنة من 1995 إلى 1997، وتم تعيينه في سنة1999  كوزير منتدب لدى وزير الداخلية، وفي عام 2007 قاد الحملة الانتخابية التي فاز بها في شتنبر 2007 وأصبح مستشاراً عن الرحامنة.

وأسس الهمة عام 2008، “حركة لكل الديمقراطيين “، والتي توقع لها الكثيرون بأن تتحول إلى حزب سياسي، شهد ولادته بشكل فعلي باسم حزب الأصالة والمعاصرة”.

و في ديسمبر  2011عينه الملك مستشارا له وسط جدل كبير، وفي نفس اليوم أعلن عن تقديم استقالته من صفوف حزب “البام” بداعي “ضرورة الاستقلالية والتجرد” جراء المنصب الجديد.

 

و يلقب المستشار فؤاد عالي الهمة بـ”علبة أسرار” الملك، وهو الآتي من جنوب المغرب، ومن عائلة بسيطة، حيث كان والده رجل تعليم بسيط، لينضم إلى زملاء ولي العهد في المدرسة المولوية، هذه الزمالة التي تحولت إلى صداقة قوية، ومكنته من تسلق هرم السلطة الذي كان يطمحه له وهو القائل في أحد حوارته لصحافة: ” طموحي الوحيد هو المساهمة رفقة أشخاص آخرين في بناء مغرب جديد”.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *