ترحيل "آيشان" من المغرب.. بين دعم "تركستان الإسلامية" و"اِنْتِهَاكَات" بكين

“أخشى ألّا أرى زوجي مجددًا إذا أُعيد إلى الصين”، بهذه العبارة وصفت زوجة إدريس حسن، تخوفها من تسليم المغرب للناشط الإيغورو إلى بكين .

 

زوجة الإيغوري ذو الجنسية الصينية، زينورا تضيف في حديثها لـ"أمنيستي" “الآن بعد أن غاب عنا … تستيقظ ابنتي الوسطى كل يوم وهي تقول إنها حلمت بأبيها، وغالباً ما تبكي بصوت عالٍ من دون سبب.

 

 

 

زينورا تتابع،  “الآن وقد عاد أطفالي إلى المدرسة، أشعر بغياب زوجي أكثر وأكثر. كان يقلّهم إلى المدرسة بنفسه ويساعدهم في أداء واجباتهم المدرسية ويلعب معهم.

المتحدثة أردفت  “يعدّ زوجي الأيام، آملًا في أن يتمّ الإفراج عنه في القريب العاجل. ستكون انتكاسة كبيرة لنا جميعاً إذا لم يحصل ذلك”.

 

نشرة حمراء "تطيح" بـ"إيشان"

 

بداية قصة إدريس حسن (آيشان)، بالمغرب بدأت في الـ19 من شهر يوليوز، عندما حل بمطار الدار البيضاء قادما من تركيا، قبل أن توقفه السلطات ، بناءا على "نشرة حمراء" لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول).

 

 

 

 

توقيف السلطات لإدريس حسن، عقبته إجراءات مسطرية، قبل أن تضعه المصالح الأمنية بسجن العرجات بتيفلت.

 

الناشط الإيغوري، حصل على الإقامة التركية قبل أن يصل إلى المغرب .

 

 

"النقض" تسلم الإيغوري لـ"بيكن"

 

هذا ووافقت محكمة النقض (أعلى درجات التقاضي)، يوم الأربعاء، على تسليم يديريسي إيشان (إدريس حسن)، الناشط من أقلية الإيغور المسلمة إلى الصين، حيث يواجه اتهامات بممارسة أنشطة إرهابية.

 

 

محامي الإيغوري المسلم ذو الجنسية الصينية، إدريس حسن ، قال إن محكمة النقض وافقت على تسليم موكله، الناشط الأويغوري المدعو يديريسي إيشان والمعروف أيضا باسم إدريس حسن، إلى الصين.

المحامي ميلود قنديل، يضيف في تصريح لـ"فرانس بريس"، يوم أمس الخميس ، "لم نتسلم بعد الحكم لمعرفة حيثيات هذا القرار ولكن الأمر صعب نفسيا عليه".

 

إرهابي في أعين "الصين"

 

من جانبها، ترى الحكومة الصينية في حسن إدريس (يدريسي إيشان) "إرهابيًا"، بسبب العمل الذي قام به سابقًا لصالح منظمات الأويغور وأبرزهم (حركة تركستان الشرقية الإسلامية)، وهي جماعة مسلحة من الإيغور، ترى فيها بكين أبرز المهددين لها بالمنطقة .

 

جدل حقوقي

 

أمام موقف بكين من الناشط الإيغوري، وقرار محكمة النقض الأخير، جدل حقوقي يطفى على السطح حيث عبرت أكثر من هيئة حقوقية، عن رفضها لهذا القرار، مناشدين السلطات بعدم تسليم إدريس حسن لبكين، لما يعانيه النشطاء الإيغور مع الأخيرة وفقا لتقارير حقوقية دولية .

 

هذا ودعا خبراء حقوق إنسان في الأمم المتحدة، الحكومة إلى وقف قرار إعادة الناشط الإيغوري إدريس حسن، إلى الصين التي “سيواجه فيها خطر تعرضه لانتهاكات حقوق إنسان جسيمة”.

 

 

منشأة يعتقد أنها مركز احتجاز في مقاطعة شينجيانغ التي تقطنها أغلبية من الأويغور المسلمين (AFP)

 

 

وفي بلاغ مشترك ، يوم أمس الخميس، أعرب خبراء بينهم مقرر الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب نيلس ملزر، ومقررة حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب فيونوالا ني أولاين، عن استيائهم إزاء قرار محكمة مغربية يتيح تسليم إدريس حسن – وهو من الإيغور – التي تتهمه بكين بـ”ارتكاب أنشطة إرهابية” إلى الصين .

 

وأعرب الخبراء عن قلقهم البالغ حيال قرار المحكمة، وقالوا إن حسن مدافع عن حقوق الإنسان، وحذروا من أنه إذا جرى تسليمه فقد يواجه مخاطر الاعتقال التعسفي والاختفاء والتعذيب ومعاملة لاإنسانية.

 

وأكد البيان أن تسليم حسن إلى الصين وتركه يواجه التعذيب والمعاملة اللاإنسانية يعد “انتهاكا للقانون الدولي”.

 

"الإرهاب" تهمة الصين لـ"الإيغور"

 

خالد البكاري، الناشط الحقوقي والسياسي، يرى في القرار المغربي الصادر من محكمة النقض، المتعلق بترحيل إدريس حسن، إلى الصين، من شأنه أن يجعل الناشط الإيغوري عرضة للتعذيب والحكم بالإعدام.

 

البكاري، في تصريح لـ"بلبريس"، أشار إلى أن الصين عادة ما توجه تهمة الإرهاب في مواجهة كل الناشطين المدنيين من الإيغور .

المتحدث، يتابع في تصريح أن منظمات دولية لحقوق الإنسان رصدت السجل الحركي لحسن إدريس، بما فيها كتاباته وانشطته وتصريحاته وتدويناته، فتبين لها بما لا يداخله شك استحالة تبنيه لأي عمل إرهابي، له الانخراط فيه.

 

الناشط الحقوقي، استرسل أن "سجل المغرب الحقوقي حاليا غير مشرف، ونعرف أن الدول السلطوية عادة تنخرط لسبب أو لآخر في تسليم المعارضين لدول معروفة بانتهاكاتها الحقوقية".

 

حركة تركستان الشرقية الإسلامية

 

أمام هذا الجدل الحقوقي، بكين تتهم إدريس حسن، بدعمه لحركة تركستان الشرقية الإسلامية، وهي الحركة مجموعة انفصالية إسلامية صغيرة يقال إنها تنشط في شينغيانغ، التي تقطنها أغلبية من مسلمي الويغور وتقع غربي الصين.

 

وسبق للخارجية الأمريكية أن وصفت الحركة سنة 2006 بـ"صاحبة التسليح الأكبر بين مجموعات الويغور العرقية الانفصالية".

 

وتشير تقارير إلى أن إن الحركة تسعى لاستقلال "تركستان الشرقية" عن الصين.

وتفيد نفس المصادر بأن حركة شرق تركستان الإسلامية تأسست على يد حسن محسوم، وهو أحد مسلمي الويغور من منطقة كاشغر داخل شينغيانغ.

وكان محسوم يصنف على أنه الإرهابي الأخطر الذي تبحث عنه السلطات الصينية قبل أن تقتله القوات الباكستانية عام 2003.

وتولى قيادة الحركة عبد الحق، الذي أفادت أنباء بأن القوات الباكستانية قتلته أيضا عام 2010.

وتصف السلطات الصينية الحركة بأنها مجموعة انفصالية عنيفة ومنظمة إرهابية. وعقب حادث تيانانمين، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هو تشونينغ إن الحركة تعد "التهديد الأمني الأكثر إلحاحا في الصين".

وأشارت المسؤولة الصينية إلى الحركة ومنظمات أخرى "تعاونت مع منظمات إرهابية دولية أخرى."

وتُصنف الحركة على أنها منظمة إرهابية بموجب قرار تنفيذ أمريكي يحمل رقم 13224، وهو قرار يمنع التحويلات المالية للمنظمات المرتبطة بالإرهاب.

لكن الحركة ليست مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية.

وجاء في تقرير أمريكي حول الإرهاب أن "الصين لا تفرق دوما بين المعارضة السياسية المشروعة والترويج لأعمال العنف بهدف الإطاحة بالحكومة، وأنها تستخدم مكافحة الإرهاب كذريعة لقمع الويغور."


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.