العثماني من مراكش:التعليم أولوية ورؤساء الجامعات والعمداء مسؤولون عن الجودة

في كلمة خلال افتتاح أشغال، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الثلاثاء 2 اكتوبر، من مدينة مراكش، خلال اللقاء البيداغوجي الوطني المنظم على مدى يومين تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، “إننا نعطي للتعليم أولوية ونعتبره مفتاح التقدم والنهوض ومفتاح التنمية ، وقد أكدنا على ذلك في البرنامج الحكومي، وأظن أننا لحد الساعة وفي هذه المرحلة وفينا بجزء مهم من هذا الوعد”.

وأشار العثماني أن خطاب العرش أعطى دفعة قوية لهذه الرؤية ، وبعدا اجتماعيا قويا لعمل الحكومة ، مجددا التأكيد على أن التعليم مهم جدا ، وأطلقت فيه أوراش عديدة بدأ بعضها يتحقق على أرض الواقع.

وأبرز رئيس الحكومة، أن حكومته أطلقت برنامج تعميم وإصلاح التعليم الأولي ، وهو برنامج طموح يأتي في سياق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتكوين 2030-2015، وكذلك برامج أخرى تلتها وأخرى سيتم إطلاقها مستقبلا ، مؤكدا على الحرص على متابعة تنفيذ البرامج الطموحة والمهمة التي أطلقت في هذا الورش.

وأشار إلى أن تنفيذ هذه البرامج بيد المسؤولين الجهويين والإقليميين المطالبين بالتعبئة، والعمل “لكي ننجح هذا الورش الأساسي”.

كما تطرق سعد الدين العثماني ، لبرنامج مدرس المستقبل ، الذي أطلق لتكوين 20 ألف مدرسة ومدرس سنويا في أفق تكوين 200 ألف بحلول عام 2030 عن طريق الإجازة المهنية، موضحا أن رؤساء الجامعات وعمداء الكليات مسؤولون عن إنجاحه لحل مشكل الجودة.

وذكر ، في هذا السياق ، بتقديم مشروع الدخول المدرسي لهذه السنة أمام الملك محمد السادس ، و”الذي تضمن أرقاما مهمة وغير مسبوقة “، تتعلق بتعميم برنامج تيسير على جميع المستحقين ، من خلال الاستهداف الاجتماعي وليس الاستهداف الجغرافي.

وأوضح أن هذا البرنامج يسعى لرفع عدد الأطفال المستفيدين إلى 2 مليون و700 ألف طفل بدءا من شهر يناير المقبل ، مشددا على أنه رقم غير مسبوق سيسهم في محاربة الهدر المدرسي ومساعدة الأسر الفقيرة والهشة على استمرار أبنائهم في الدراسة.

وأضاف أن هذا البرنامج الإصلاحي الطموح ينضاف لما أنجز سابقا ، لافتا الانتباه إلى الحاجة الماسة للتقييم في كل مرحلة لتجويد تلك البرامج وإعادة النظر فيها لتكون أفضل ومكيفة أكثر مع الحاجيات المتجددة.

وأشار إلى أن كلفة برنامج تيسير سترتفع من 500 مليون درهم إلى 2 مليار و100 مليون درهم في إطار ميزانية 2019، مع الإشارة إلى تصفية جميع متأخرات هذا البرنامج ، للسنتين الأخيرتين تقريبا.

من جهة أخرى ، كشف رئيس الحكومة ، أن الحكومة منكبة على الورش المتعلق برفع المستوى البيداغوجي للتعليم بالكليات ذات الاستقطاب المفتوح ، على اعتبار أن المتخرجين منها يجدون صعوبة في ولوج سوق الشغل.

وأكد في هذا السياق ، حرص الحكومة على الرفع من مستوى الكليات وفق منهجية مضبوطة ، مشيرا إلى وجود برامج قابلة للتنفيذ ، لأن ” هذا الورش مهم ، ويشارك فيه عدد من المتدخلين في مجال التربية والتكوين “.

وأعرب عن الأمل في أن تتمكن الكليات من تقديم تكوين منسجم مع الحاجات التنموية والاقتصادية والاجتماعية للمملكة بما في ذلك حاجيات سوق الشغل .

كما يهدف هذا اللقاء الى بلورة منظور جديد للمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح وارساء هندسة بيداغوجية جديدة لاسيما بسلك الإجازة وإعادة النظر في التخصصات والتكوينات الجامعية لما يستجيب لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحاجيات سوق الشغل المتجددة والمتحولة وبما ينمي علاوة على الجوانب المعرفية والأكاديمية ، الكفايات الحياتية والذاتية للطلبة باشراك الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين في كل مراحل بلورة مسالك التكوين ، واقرار نظام ناجع ونشط للتوجيه قائم على المواكبة المبكرة ومراعاة مؤهلات وميولات الطالب لتمكينه من بناء وتحقيق مشروعه الشخصي.

ويناقش اللقاء أربعة محاور رئيسية تتمثل في “التوجيه ومدخلات الاستقطاب المفتوح ” و”وتنويع العرض التربوي مع وضع منظور جديد للمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح ” و”مراجعة الهندسة البداغوجية بسلك الإجازة” و” الكفايات الحياتية والذاتية “. ، فضلا عن تنظيم مائدتين مستديرتين تناقشان مجموعة من المواضيع المحورية تتعلق بملاءمة التكوين مع متطلبات سوق الشغل ونظام اكتساب الوحدات.