شخصيات مغربية شعبيتها المتجذرة عند الناس سر مشروعيتها وشرعيتها السياسية

يحفل المشهد السياسي المغربي بوجوه برلمانيين ورؤساء جماعات ترابية ألِفها المواطن المغربي،حيث اصبحت تؤثث المشهد الانتخابي منذ عقود وفي كل المحطات الانتخابية.هؤلاء البرلمانيون ورؤساء الجماعات أثبتوا ان قوتهم في الحفاظ على مناصبهم في دوائرهم الانتخابية تتجسد في شعبيتهم، وفي تشبت المواطنين بهم.
وخلال انتخابات 8 شتنبر ضمت اللوائح الانتخابية التشريعية والجماعية، أسماء سياسيين طمحوا  الاستمرار في مناصبهم كـ”نواب للأمة” لولاية سادسة وسابعة وحتى عاشرة،او رؤساء جماعات ترابية ، وترشحوا وفازوا بالمقاعد سواء كانت تتعلق بالانتخابات البرلمانية او البلدية.

ويرى مراقبون للشأن السياسي في المغرب، أن هذه الشخصيات استطاعت على مر عقود الحفاظ على مناصبها البرلمانية او البلدية نتيجة انجازاتها ومشاريعها التنموية على ارض الواقع، وتشبت المواطن بهم لاقتناعه انهم هم ممن يستحق تدبير الشان العام بدوائرهم الانتخابية .

وحسب نتائج انتخابات 8 شتنبر فقد تمكن بعض الفاعلين السياسيين الفوز بالمقعد البرلماني وبرئاسة المجالس الجماعية في دوائرهم الانتخابية رغم الضربات والاشاعات والمكائد والخيانات والمناورات التي تغرضوا لها من جهات متعددة.

وهذه نماذج من هاته الشخصيات التي بقيت ثابتة في مواقعها الانتخابية رغم تغير القوانين المؤطرة الانتخابات والازمنة والسياقات.

عبد الواحد الراضي: اقدم برلماني في المغرب والظاهرة السو سيو- سياسية

اشتعل رأسه شيبا وارتسمت خطوط الزمان على وجهه، لكن عشقه للسياسة لم يتزحزح فلا يزال يحتفظ بمقعده منذ أول انتخابات نيابية في المغرب عام 1963.
الثمانيني عبد الواحد الراضي عاصر ثلاثة ملوك وقضى ثلثي عمره تحت قبة البرلمان، فقد انتخب في عشر دورات برلمانية متتالية، ولم يهزم في أي انتخابات على مدى 53 سنة.
عندما ولج قبة البرلمان لأول مرة عام 1963 وهو في الـ28 من عمره وُصف الراضي بأنه أصغر نائب في تاريخ المغرب، ليتحول اليوم إلى واحد من أهم المعمرين النواب بعد فوزه بمقعده المعتاد عن إقليم سيدي سليمان، قد تتعدد القراءات وتختلف المقاربات في تفسير اسباب تشبت الناخببن به لكنها تتفق بان الرجل حوله
اجماع بدائرته الانتخابية وله شعبية متجذرة لا يمتلكها الا السياسيون الكبار.

 محمد بن عيسى : سيكمل عامه التسعين في آخر سنة من ولايته

تمت اعادة انتخاب محمد بن عيسى رئيسا للمجلس الجماعي لأصيلة، باسم حزب الاصالة والمعاصرة لاول مرة ، منذ ترشحه 29 سنة كمستقل، وانتخب بن عيسى رئيسا لهذه الجماعة لأول مرة سنة 1983، وظل على رأسها، من الناحية القانونية، حتى وهو وزير للثقافة ثم سفير في الولايات المتحدة الأمريكية ثم وزيرللخارجية.
ويبلغ بن عيسى من العمر 84 عاما، ما يعني أنه سيكمل عامه التسعين في آخر سنة من ولايته، وسبق أن كان برلمانيا عن حزب التجمع الوطني للأحرار ما بين 1978 و1984، ثم أصبح وزيرا للثقافة ما بين 1985 و1992، قبل أن يُعين سفيرا للمملكة في واشنطن ما بين 1993 و1999، ليتم اختياره وزيرا للخارجية سنة 1999 ،المنصب الذي بقي فيه لثمان سنوات ونصف إلى غاية 2007، ومنذ ذلك التاريخ اقتصر نشاطه السياسي على ترؤس جماعة أصيلة التي ولد بها سنة 1937.
واعادو انتخابه يوم 8 شتنبر هو دليل عبى شعبية الرجل عند ساكنة اصيلة التي اصبح اسمها يقترن باسم رئيس مجلسها البلدي محمد بنعيسى.

حمدي ابراهيم ولد الرشيد:السياسي الشعبي والقوي جهة العيون الساقية الحمراء

انتخب حمدي ولد ابراهيم ولد الرشيد عن حزب الاستقلال رئيسا لمجلس جهة العيون الساقية الحمراء لولاية رابعة، وذلك يوم الخميس 16 شتنبر 2021 بمقرالجهة بالعيون.
وسيدي حمدي ولد الرشيد، الذي انتخب وهو في سن الخامسة والثلاثين، رئيسا لمجلس جهة "العيون - بوجدور - الساقية الحمراء" في سنة 2006، حاصل على شهادة جامعية.
وفي سنة 2016، أعيد انتخابه رئيسا لجهة العيون - الساقية الحمراء، التي تضم أقاليم العيون وبوجدور وطرفاية والسمارة، بعد اعتماد التقسيم الجهوي الجديد.
كما تمكن  ولد الرشيد، وهو عضو بالمكتب المسير لجمعية جهات المغرب، من الظفر بمقعد في الغرفة الفلاحية لجهة العيون - الساقية الحمراء، خلال انتخابات الغرف المهنية التي جرت في غشت المنصرم، وكذا الاحتفاظ بمقعده في مجلس جماعة العيون، خلال الانتخابات الجماعية لثامن شتنبر الجاري.
وبفوزه في الانتخابات الاخيرة  اكد الرجل بان شعبيته متجذرة في دائرته الانتخابية.

 محمد مبديع :الابن البار والسياسي الخدوم لمدينة الفقيه بن صالح والطائر الفينيق

الحديث عن محمد مبدع الظاهرة السياسية هو الحديث عن ماضي وحاضر ومستقبل مدينة الفقيه بنصالح.لانه اعطى للمدينة الشئ الكثير وانجاواته ومشاريعه على ارض الواقع خير دليل على ذلك.
مبدع ظاهرة سياسية حاول الكثير من حزبه ومن غير حزبه التكالب عليه والتشهير به، لكنه كان كالطائر الفينيق ،ينتصر في الحظات التي يعتقد اعدائه وحساد انها نهايته ،خاض حروبا سياسية متعددة ،تحالفت ضده عدة قوى  في كل المحطات الانتخابية، الا ان شرعيته الشعبية وتمسك سكان الفقيه بنصالح به تجعله يخرج منتصرا  في كل اسنحقاق انتخابي. وهذا ما يفسر اعادة انتخاب محمد مبديع عن حزب الحركة الشعبية رئيسا للمجلس الجماعي للفقيه بن صالح ونائيا برلمانيا عن الفقيه بنصالح في انتخابات 8 شتنبر.
محمد مبدع سياسي مخضرم يمارس السياسة باخلاق ،قدم الشيئ الكثير لحزب الحركة الشعبية اكثر مما قدمت الحركة اليه،سياسي مرن وصلب .
لعب ادوارا في الحياة السياسية المغربية آخرها تعيبنه منسقا للاغلبية الحكومية في عهد العثماني التي اعتبرت اكثر الحكومات بلقنة .كان رجل الاطفاء لاغلبية مبلقنة .تجاربه ومساره السياسي وسلوكه ومعاملته للناس جعلت من محمد مبدع  سياسيا محبوبا ليس عند ساكنة الفقيه بنصالح بل عند كل المغاربة .
مبدع من الشخصيات الشعبية التي تقوت مع الخيانات والضربات مما اهله ان يصنع تاريخه بعصاميته ويبقى رئيس بلدية ونائبا برلمانيا لاحدى اصعب المناطق بالمغرب ولمدة تفوق25 سنة، والسر في ذلك  هو الاخلاص في العمل والصبر ولعطاء والجدية والتحمل وحب الناس وثقتهم في مبدع  السياسي المخلص للفقيه بنصالح.
ان هؤلاء الشخصيات المغربية التي دبرت الشأن العام لسنوات، وحافظت على تقدير واعتراف وحب الناس لهم لعقود ، وتمكنت من الفوز في كل الاستحقاقات البرلمانية والبلدية لاكثر من عقود ليسوا يشحصيات عادية،بل انهم شخصيات استثنائية لهم مسارات سياسية اسنثنائية لمغرب اسثنائي بملكه وبشعبه وبتاريخه.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.