يتنافس محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على احتلال المرتبة الأولى خلال الانتخابات التشريعية 2021، الرجل الذي تمرس في الحكومة واشتغل في أكثر من منصب حساس، والذي يعرفه أعداؤه قبل حلفائه ورفاقه بشخصيته الواضحة، وإيمانه برسالته وقضية اليسار، ونضاله وغيرته على وطنه الذي يدافع عنه بشراسة منذ ولوجه الحقل السياسي، فمن يكون الأمين العام لحزب الكتاب الرجل العنيد الصلب الذي لا يلين أو يساوم، صاحب المواقف والمبادئ؟
ازداد نبيل بنعبد الله يوم 3 يونيو 1959 بالرباط، وانضم مبكرا إلى مدرسة معروفة من مدارس البعثة الفرنسية بالرباط، وهي مؤسسة “سان إيكسيبيري”، والتحق بعد ذلك بثانوية “ديكارت”، وحصل على شهادة الثانوية في الآداب العصرية عام 1977، ورحل إلى فرنسا من أجل متابعة دراسته في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس في جامعة السوربون شعبة العلاقات الدولية، حيث تخرج عام 1985 بشهادة عليا، ومارس بعدها مهنة ترجمان محلف مقبول لدى المحاكم المغربية منذ 1987.
وشغل محمد نبيل منصب نائب رئيس جمعية التراجمة المحلفين بالمغرب منذ 1992 كما كان عضوا بالمجلس الوطني للشباب والمستقبل سنة 1990. وتولى مهام رئيس الشبيبة الاشتراكية من 1994 إلى 1998، قبل أن ينتخب ضمن أعضاء المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية سنة 1995.
عززت تجربته التواصلية، وإدارته لجريدتي الحزب “البيان” و”بيان اليوم” بين 1997 و2000، موقعه لتقلد حقيبة وزارة الاتصال ومهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة في الحكومة التي قادها التكنوقراطي إدريس جطو بين عامي 2002 و2007، وتميز مساره في المجال الجمعوي بعضويته في المجلس الإداري ل ” مؤسسة الثقافات الثلاث.” وقبل أن ينتخب أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية سنة 2010، انتخب مستشارا بمجلس المدينة ومجلس مقاطعة أكدال الرياض بالرباط من شتنبر 2003 إلى يونيو 2009 .
بعد تجربة قصيرة كسفير للمملكة في إيطاليا من نونبر 2008 إلى يوليوز 2009، عاد بن عبد الله إلى المغرب مركزا مجهوده على الصعيد التنظيمي والحزبي. انتخب أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية في المؤتمر الثامن للحزب المنعقد في 28 و30 ماي 2010، ثم أعيد انتخابه في المؤتمر الوطني التاسع في يونيو 2014.
وسبق له أن ترأس مؤسسة المغرب-سويسرا للتنمية المستدامة، كما ترأس المجلس الإداري لمؤسسة مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية.” وكذا جمعية “أصدقاء أزمور”.
بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2011، عُيِّن في 3 يناير 2012 وزيرا للسكنى والتعمير وسياسة المدينة في حكومة بنكيران، وفي عام 2017 عُين وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في حكومة سعد الدين العثماني، وبقي فيها إلى غاية 24 أكتوبر2017، حيث أُعفي من مهامه بصفته وزير السكنى وسياسة المدينة في الحكومة السابقة .
وينتمي إلى جيل مناضلي ما بعد الاستقلال، حيث اغترف من تراث وقيم الحركة الوطنية المغربية، وبدأ مساره السياسي في المهجر الفرنسي، فمنذ التحاقه بباريس عام 1977 لمتابعة دراسته الجامعية، شرع في التردد على مجموعات مختلفة من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المنظمة الطلابية التي كان يهيمن عليها منتسبو الفصائل اليسارية.
وبدأ ميله إلى الخط الذي وصف بالعقلاني المتمثل في التقدم والاشتراكية، الحزب الشيوعي سابقا. تدرج في تولي مسؤوليات داخل تنظيم حزب التقدم والاشتراكية بفرنسا ومنظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بأوروبا الغربية إلى غاية 1985.
بعد عودته إلى المغرب، سجل دخوله القوي إلى حزب التقدم والاشتراكية انطلاقا من عام 1988، تاريخ انضمامه إلى اللجنة المركزية للحزب وتوليه مهمة الكاتب الأول لشبيبة التقدم والاشتراكية إلى غاية 1994، حيث انتخب رئيسا للشبيبة الحزبية حتى سنة 1998، وبالتالي اكتسب عضوية المكتب السياسي لحزبه الذي كلفه بالتواصل.
ويعتبر بن عبد الله بتاريخه النضالي الكبير، ومواقفه القوية والجريئة الشخص المؤهل لقيادة حزب الكتاب لاحتلال مراتب مشرفة في الانتخابات المقبلة، فمسار هذا السياسي المحنك جعلته من بين أقوى الأمناء العامين المرشحين لقيادة الحكومة المقبلة.
الأمين العام لحزي الكتاب هو رجل استثنائي بكل المقاييس، لا يتوانى عن الدفاع عن افكاره ومبادئه، يؤمن بالديمقراطية والحرية واختلاف الآراء، مهذب ويتقن فن الحوار والتواصل والاقناع، ومواجهة الازمات وإيجاد حلول عقلانية لها، ويعتبر القيادي بحزب الكتاب من بين أكثر الفاعلين الساسيين جرأة في ابداء رأيه واتخاد المواقف.
ويعول بن عبد الله على الاستحقاقات الانتخابية الحالية لضخ نفس ديمقراطي، وتحقيق انفراج سياسي، ففي مناسبات عديدة، عبر عن تطلعات المغاربة ومشاكلهم واحتياجاتهم، مؤكدا أنه الرجل الذي يسمع نبض الشارع بامعان ولا يتوانى في إيصاله والدفاع عنه باستماتة.
إذن، نبيل بن عبد الله هو تاريخ نضالي مشرف ينبض بالعطاء والإنجازات، نحث اسمه بمداد الفخر بين الساسة الكبار، تحسب له مواقفه في الدفاع عن المواطن والوطن، رجل مخضرم يحضى بثقة الفاعلين في الداخل والخارج، قادر على فهم واستعاب المرحلة السياسية التي تمر منها البلاد ورقم صعب في العملية الانتخابية، قادر على قلب موازينها بكل ثقة.
وحسب العديد من المهتمين فلنبيل بنعبد الله كل مقومات احسن رئيس حكومة اكثر من باقي القادة المتنافسين اليوم على رئاسة الحكومة المقبلة.