أكد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، أن المغرب أمام صعوباتٍ استثنائية ومركبة، تظافر فيها عامل التقلبات الدولية مع تداعيات الإغلاق الطويل من جراء الجائحة، وانضاف إذا ذلك الجفاف الحاد.
وقال بن عبد الله، ضمن كلمة له خلال أشغال المؤتمر الحادي عشر لحزب التقدم والإشتراكية، اليوم الجمعة، إننا “لا نُنكر ذلك، ولا نتجاهله أبداً، بل نستحضره في كل لحظة، مُتَمَنِّينَ للحكومة الحالية، التي لم نرغب في المشاركة فيها ولم يُعرَضْ علينا ذلك، النجاحَ في تجاوز الوضع، فنجاحُكم هو نجاحٌ لبلادنا؛ السيد رئيس الحكومة المحترم”.
وبحضور رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وجه بن عبد الله، كلمته للحكومة “التي مَرَّ على تشكيلها أزيدُ من سنة” وقال: “ليس أمامك سوى مواجهة الأزمة، وليس تبريرها، وليس أمامك سوى تَحَمُّلُ أعباء الظرفية الصعبة، وليس أمامكِ سوى إبراز القدرة على ابتكار الحلول وإجراء الإصلاحات الضرورية فالأزمات، عبر التاريخ، شَكَّلَت فرصةً للتطوير والتقدم، بشرط حُسنِ التعاطي معها والتقاطِ عناصرها الإيجابية.
وأوضح المتحدث أن “غلاءُ الأسعار، الذي يكتوي بنيرانه المستضعفون والفئاتُ الوسطى، لا يمكن أن تتركوه هكذا، من دون إجراءاتٍ قوية، حتى يأتيَ على الأخضر واليابس. كما أنَّ الأمنَ الغذائي والطاقي والصحي لا يُمْكِنُ لكم تأجيل معالجته في انتظار انتهاء الأزمة الحالية التي قد لا تنتهي، أو قد تتلوها أزماتٌ أخرى أكثر قسوة”.
كما عبر زعيم “الكتاب”، عن احترامه لاختيارات والنوايا المعلنة للحكومة من خلال رفعها لشعار “الدولة الإجتماعية” وإعلانها لـ“وثيقةَ النموذج التنموي الجديد” مرجعاً لها، مستدركا أن سنة مرت “ولا جديد تحت الشمس غير تدابير عادية في زمنٍ استثنائي بكل المقاييس.
وأكد أن تدابير الحكومة لا ترقى إلى حماية القدرة الشرائية للمغاربة الذين يئنون تحت وطأة الغلاء. كما لا ترقى إلى الرُّقِـيِّ بالنسيج الاقتصادي الوطني وتحصينه ضد الصدمات. كما لا نزالُ في انتظار تفسير وإقناع الحكومةِ للناس بالخطوات التي قامت بها أو لم تقم بها.
كما تساءل بن عبد الله، “عن عدم إقدام الحكومة بأيِّ خُطوةٍ جريئة على هذا المستوى؟”، مضيفا “ألم يَـكُنِ الأجدرُ توظيفُ العائدات الإضافية في إجراءاتٍ متناسقةٍ وقوية وذاتِ أثر إيجابي وملموس: جزءٌ لدعم المقاصة، وجزءٌ لتمويل الورش الاجتماعي، وجزءٌ لتقديم دعمٍ مباشر للأسر الفقيرة والمعدومة الدخل؟ (إيوا شوية لربي وشوية لعبدو)”.
وقال إنه “يجب على الحكومة أن تتملك الجرأة السياسية للتوجه رأساً إلى حيثُ يوجد المال: أولاً الشركات الكبرى التي تُراكِمُ أرباحًا مَـهُولَة من وراء الأزمة وبسببها، ومنها شركاتُ المحروقات والاتصالات وغيرها. على الحكومة أن تطرق هذا الباب، فالمساهمةُ الوازنةُ في التضامن الوطني هذا هو وقتها. والاستقرارُ له ثمنٌ على الجميع أن يتقاسم كلفته”.
وثانيا، يتابع زعيم حزب “الكتاب” أنه على الحكومة أن تُباشر الإصلاح الضريبي، وخصوصا عليها إيجاد السبيل لتغيير وِجهة الملايير من خزائن المتملصين والمتهربين من الضريبة نحو خزينة الدولة. وهذا لا يُكلف سوى الإرادة السياسية.
وختم بن عبد الله حديثه في هذا الجانب، بتعبيره الصريح عن “استياءه من الأداء الحكومي المخيب للآمال”، وغياب الخطاب السياسي والديموقراطي والحقوقي والمساواتي، ومن تَـوَارِي خطاب إصلاح الفضاء السياسي، على الرغم من أنَّ معظم هذه الإصلاحات لا تتطلبُ ميزانياتٍ ولا نفقات، بقدرِ ما تتطلب الإرادة والجرأة السياسيتين.